أزمة الكهرباء في الصين والعالم/ عزيز بن الحمد

تشهد أسعار الكهرباء حول العالم ارتفاعات مخيفة بسبب نقص حجم المعروض من الغا ز وتقلص المخزونات

حيث يعتبر الغاز ثاني اكبر مولد للطاقة الكهربائية بعد الفحم الحجري

وهي ازمة جديدة مفاجئة حيث انه قبل عام ونصف من الان كان الغاز متوفرا في السوق بكميات كبيرة.

ف ماهي الأسباب التي أدت الي هذه الازمة الخانقة :

1-جائحة كورنا:تسببت جائحة كورنا في مشاكل كبيرة في سوق الغاز فمع اعلان كورنا كجائحة عاليمة توقفت المصانع

حول العالم عن العمل مما سبب توقف الطلب علي الغاز فبقيت السفن المحملة بالغاز متوقفة في المحيطات مما ادي ل خسائر كبيرة

ليس فقط بسبب توقف الطلب بل زادت علي ذالك تكاليف التخزين الباهضة.

2-عودة المصانع الي العمل:مع نهاية السنة2020عادت اغلب المصانع الي العمل مما ادي الى نهم شديد في شراء الغاز

خصوصا من طرف احدي اكبر الدول المصنعة وهي الصين حيث اوصت اللجنة الوطنة للتنمية والإصلاح مختلف الشركات بشراء المتاح في السوق من الغاز بغض النظر عن الأسعار

وهو ماادي بدوره الي دفع بعض السفن المتجهة الي اوربا ان تحول وجهتها الي الصين رغبتا في سعر أفضل

وكانت الصين مضطرة الي هذ الخيار بسبب الاستهلاك الداخلي الكبير للغاز وبسبب المشاكل السياسية التي حصلت بينها وأستراليا المورد الرئيسي للنوع الجيد من الفحم الحجري .

3-الشتاء الماضي :لقد كان الشتاء الماضي شتاءا استثنائيا حيث انخفضت درجة الحرارة انخفاضات قياسية في مناطق مختلفة من العالم حيث انعكس ذلك علي مخزونات الغاز الطبيعي لد الدول.

4-تراجع الإنتاج: شهدت الدول الرئيسية المنتجة للغاز(الولايات المتحدة وروسيا ....) تراجعا في الكميات المستخرجة لاسباب

طبيعية مختلفة مما اثر علي المخزون العالمي للغاز.

*انعكاسات

أدت أزمة الغاز ل حد الان الى ارتفاع أسعار الكهرباء حول العالم حيث تراوحت الزيادة في الدول الاوربية

اسبانيا المانيا إيطاليا ابريطانيا -من 25%وصولا الي 48%-

اما بالنسبة ل الصين فقد وجهت مصانع الأغذية والاسمدة والاسمنت الى التوقف عن العمل او تخفيض كبير في ساعات الإنتاج ,كماتم اغلاق الانارة في شوارع مدينة اجيان سو ,وفي الشمال طلب من سكان العمارات التقليل فى استخدام المصعد الكهربائي .

وهي ازمة شاملة لن تستثني احد حتى الدول المصدرة للغاز ستشهد انعكاسات هذه المشكلة. لكن المتضرر الأكبر بطبيعة الحال هو الاقتصادات الهشة التي لاتتحمل المزيد من الهزات المتقاربة.

*الحلول الممكنة

ان الحل الطبيعي يبقي بيد الدول المصدرة حيث ان بإمكانها زيادة الإنتاج حتي يحدث توازن في السوق يتدارك الوضع الحالي

لكن هذ الحل يبدو غير واقعي لحد الان

حيث ان الولايات المتحدة تبدو منشغلة اكثر بتوفير احتياطات داخلية ل مواجهة نفاد المخزونات وغير معنية بإيجاد توازن في السوق

اما روسيا المصدر الأكبر الي اوربا فهي تستخدم ورقة الغاز في المناورة مع اوربا لايجاد مكسب سياسي وميداني اكبر.

ان الخلاصة التي يمكننا الخروج بها هي انه في ظل غياب بديل متوفر ورخيص ونظيف فإن دول العالم ستبقي رهينة لدي الدول الكبرى المتحكمة في مصادرالطاقة