يروي وليام كايسي الرئيس السابق لوكالة المخابرات الأمريكية في مذكراته عن أن الرئيس بوش الأب حين قرر الحرب على العراق بعد احتلاله للكويت طلب من وزير دفاعه ترشيح ضابط من بين الجنرالات خمسة نجوم الأكفأ في الجيش الأمريكي ليتولي القيادة العامة لأركان الجيوش الأمريكية وهي تدخل الحرب، وقد رد وزير الدفاع وقتها على بوش بأن هناك ضابطا يعتبر الأفضل تقييما وأداء في تاريخ القوات المسلحة، إلا أن هنالك للأسف عائقان يمنعان ترشيحه لهذا المنصب،
الأول: أنه أسود، ولم يسبق لهذا المنصب أن شغله أمريكي أسود.
والثاني أن هذا الضابط سيتقاعد رسميا بعد عامين، وقد تقدم بطلب للتقاعد المبكر ليعمل خلال العامين المتبقيين من عمره الوظيفي لدى بعض الشركات الخاصة مي يتمكن من توفير مالٍ يكفي لشراء شقة يقضي فيه خريف عمره.
ويعلق كايسي بأنه لم يدر في خلد لجنرال كولن باول بأن عائدات الطبعة الأولى من كتابه عن حرب الخليج ستتجاوز الخمسة ملايين دولار، مما يعني أن مشكلة سكنه تم تجاوزها، بعد أن قرر الرئيس بوش تجاوز مشكل اللون وقام بتعيين باول أول أسود يتولى قيادة أركان الجيش الذي خدمه بأفضل أداء في تاريخه.
اليوم يترجل أقوى قائد لأقوى جيش في التاريخ ويرحل منهزما أمام فيروس كورونا وبلا مقاومة تذكر.
وداعا جنرال كولن باول.