تظهر لوحة معلقة على المنزل الذي عاش فيه المفكر والمؤرخ الاسلامي عبد الرحمن بن خلدون بفاس عرض المنزل للبيع، فيما تحدثت مصادر على بيعه لإحدى العائلات بعدما كان مؤجرا من ملاكه الأصليين وذلك رغم طلبات شراء المنزل المعلمة التاريخية والأثرية بفاس.
ونقل عن صفحة ربيع قرطبة أن المنزل الذي يقع في الحي القديم من مدينة فاس أصبح قبلة العديد من السماسرة الذين يودون شراءه بأسعار مغرية لما له من رمزية خاصة وورد في هذه الصفحة:
"أصبح البيت الذي عاش فيه العلامة الإسلامي الشهير عبد الرحمن بن خلدون، مؤسس علم الاجتماع، في ملكية عائلة واحدة بعدما كانت قد تعاقبت خمس عائلات على استئجاره من مالكيه الأصليين، في حين يتوافد عليه كثيرون لشرائه.
محسن العماري الإدريسي، مفتش المباني التاريخية والمواقع في فاس، قال إن منزل صاحب «المقدمة» الواقع في حي «الطالعة الكبيرة» بأسفل درب «سيدي الدراس»، وتحديدا في زقاق يسمى «رحاة الشمس الفوقية»، في مدينة فاس العتيقة، أصبح قبلة أنظار عدد من السماسرة الذين يعملون لصالح شخصيات أجنبية ويرغبون في شرائه من مالكيه بأسعار مغرية. وأضاف الإدريسي أن «المنزل على غرار المباني العتيقة يتشكل من فناء داخلي وحجرات متقابلة تتوسطهما (سقاية)، وأصبح ذا قيمة عقارية مرتفعة لأنه يعود لملكية العلامة بن خلدون».
أما محمد بن عبد الجليل، وهو أستاذ تاريخ، فأوضح أن المنزل سكنه ابن خلدون «عندما كان مكلفا بمهام رسمية أيام الدولة المرينية، إذ استقر في ذلك البيت الواقع على أطراف عقبة ضيقة، والمكوّن من طابقين، قبل انتقاله إلى الأندلس». وأردف بن عبد الجليل أن قيمة المنزل العقارية تتلخص اليوم في رمزية وتاريخ شخصية ابن خلدون الذي سكنه، وبه دوّن وكتب الكثير من الرسائل والكتب.
وأشار بن عبد الجليل إلى أن حي «الطالعة الكبيرة» الذي يتفرع عنه درب «سيدي الدراس» يعد «من أقدم الأحياء في مدينة فاس العتيقة، إذ عايش الفترة الزاهرة للدولة المرينية، وكان مأوى لكبار موظفي الدولة المرينية، وخلف زقاق (رحاة الشمس الفوقية) حيث بيت ابن خلدون يوجد أيضا بيت لسان الدين بن الخطيب الشاعر والفيلسوف والطبيب الذي درس بجامع القرويين بفاس (أقدم جامعة بالعالم)».
تجدر الإشارة إلى أن ابن خلدون يتحدر من عائلة إشبيلية عريقة وذات نفوذ بالأندلس، استقرت في فاس، وأعطى دروسا بالقرويين وتقلد عددا من المهام والسفارات السلطانية، وتوفي بمصر عام 1406، ودفن بمقابر الصوفية بباب النصر في القاهرة.
صفحة ربيع قرطبة