كناش الجمعة/ د.محمد مني غلام

كناش الجمعة 
طافت النازلة على العديد من العلماء وكان نصها " ما رأي اهل العلم في بلوى نزلت بالمسلمين في هذا القطر تمثلت في مدارس تريد الحكومة فرضها على صبية المسلمين يدرس فيها كلام النصارى،  ويختلط فيها الجنسان،  وهي مع ذلك لا يدرس فيها محرم في الدين ومن يقوم بالتعليم فيها مسلمون ..
افيدونا في هذه النازلة بما آتاكم الله من علم "
 في ذلك الوقت  كان الخيط الفاصل بين عهدين عهد الاستعمار وعهد الاستقلال خيطا رفيعا في أذهان الناس ، لا يكاد يتبينه إلا القلة المستنيرة 
وفي ما كانت النازلة تطوف  أحياء الزوايا المجاورة  كان الإحتقان في الحي سيد الموقف .. خصوصا بعد أن ألمح رئيس الحي إلى أن قرار تشييد مدرسة أصبح أمرا واقعا بعد أن تسرب من فتوى العلماء ما يؤيد جوازها وأن الوقت قد حان للبحث عن  المكان المناسب لها ..
وقد أدى ذلك إلى أن تقوم العديد من العائلات بإعلان مناطقها والمملوكة عرفيا لها بمناطق مغلقة امام هذا الدخيل .. فيما بدأت الشائعات تتحدث عن المكان السري للمدرسة والذي يتفرد الوجيه بمعرفته.. وقد تسببت هذه الشائعات في ترحال داخل الحي..تبعا لمعلومات تدور هنا وهناك..
كان الحي مقبلا على حقبة لم يعهدها سيجاور فيها خصما دأب على خصامه ونجح في خلق قطيعة صارمة معه امتدت لعقود ..انها المدرسة ..
لكنها هذه المرة مدرسة أهلية..
إنه الوطن يذر قرنه من خلال مدرسة على وشك الافتتاح في حي اتقن مقاطعة المستعمر ولم يتعود بعد على التعاطي مع سلطة وطنية  مستقلة عن مستعمر البارحة .
يتواصل