قال الشيخ الأديب محمد الحافظ أحمدو حفظه الله:
" كنا ذات مرة في دعوة بإحدى السفارات العربية في نواكشوط، احتفالا بيوم بلادهم الوطني، وقد جمعني المجلس حينها بالعلامة محمد سالم ول عدود وكان يجلس بالقرب منه الشيخ إبراهيم ول يوسف ول الشيخ سيديا حيث قال لي الشيخ إبراهيم ما رأيك في الشاعرين جرير والفرزدق فقلت له إنّ عامّ جرير خير من عامّ الفرزدق وخاص الفرزدق خير من خاص جرير فحكى لمرابط محمد سالم من شعر جرير حيث أنشد قصيدته في عمر بن عبد العزيز
أبت عيناك بالحسن الرقادا وأنكرتَ الأصاحب والبعادا
..
فما كعب بن مامة وابن سعدى بأجود منك يا عمر الجوادا
تزود مثل زاد أبيك فينا فنعم الزاد زاد أبيك زادا
حتى وصل إلى نهايتها، وعدتُ فقلت إني قد تعجلت حيث لا يفتى ومالك في المدينة، وقطعت جهيزة قول كل خطيب، وأنا على كل حال على حكم الشيخ محمد سالم، ثم جاء الدور على شعر غيلان فدنوت منهما فلاحظ لمرابط عدود تفاعلي مع غيلان قائلا إن فلانا دنا منا في المجلس أكثر، وحدثته أني أحببت غيلانا لأنه يقول "أثنتين صليت الضحى"
فإن شاعرا يصلي الضحى لجدير بأن يكون من الصالحين واستفاض الشيخ عدود وحمي في إنشاد الشعر فأنشد قصيدة عدي بن الرقاع
عرف الديار توهما فاعتادها من بعد ما شمل البلى أبلادها
والتي يقول فيها
تزجي أغنّ كأن إبرة روقه قلم أصاب من الدواة مدادها
وكنا في الإنشاد إلى أن نبهنا الشيخ الإمام محمد الأمين ول الحسن، إلى الصلاة، فقلت لهم على وجه الاستظراف إنه لا تجوز لنا الصلاة الآن، فقال أحد الحضور ولماذا فقلت نحن سكارى من هذه الدالية والله سبحانه يقول " يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى.."
(مقابلة في مجموعة الفكر)