ما ذا بعد؟/ أحمد محمود بيداه

شاركت في الورشة الجهوية لإصلاح النظام التربوي المنظمة على مستوى انواكشوط الجنوبية، والتي استمرت أربعة أيام متتالية تم خلالها تقييم ما يسمى "الإصلاحات التربوية" السابقة التي فشلت بدرجة متفاوتة في تحقيق الغايات المنشودة منها، قبل أن يتم توزيع المشاركين على أربع مجموعات لمناقشة الإشكالات المطروحة ومكامن الخلل في منظومتنا التربوية بشكل مستفيض لتشمل - على سبيل المثال لا الحصر - توحيد النظام التربوي( لغة التدريس - المناهج - التسيير) و الخريطة المدرسية بالإضافة إلى المصادر البشرية للقطاع.

وقد تضمنت تقارير المجموعات جملة من المقترحات والحلول والتوصيات الشاملة للمساهمة في بلورة رؤية واضحة نحو الإصلاح التربوي المنشود الذي  اتفق هؤلاء المشاركون أن حجره الأساس يقوم على المدرس تحسينا لظروفه المادية وصونا لكرامته المعنوية، ويعتمد كرافعة له على اللغة العربية لغة للتدريس مع دمج اللغات الوطنية(البولارية - السونكية - الولفية) كلغات للتواصل ولا يهمل في الوقت نفسه الانفتاح على اللغات الأجنبية.
كما أوصى المشاركون أيضا بضرورة الإسراع في تنفيذ مخرجات الأيام التشاورية بعيد الانتهاء من مرحلتها الوطنية المرتقبة في النصف الثاني من شهر نفمبر المقبل، خشية أن تسلك سبيل المنتديات العامة للتعليم 2013 التي لم تعرف طريقها للتطبيق حتى الآن، ولا يمكن تلافي ذلك إلا إذا كانت هناك إرادة عليا جادة لإصلاح التعليم تجعله أولوية في هذه المرحلة قبل فوات الأوان مع ضرورة توفير الإمكانات المادية اللازمة لذلك بحيث لا تقل ميزانية قطاع التعليم سنويا مستقبلا عن 40% من ميزانية الدولة.