لنعترف
مع إصلاح 99 ازداد الإقبال على التعليم الحر؛ لأنه صار الملجأ الوحيد، ففضلا عن التهجير القسري المتعمد، وتدمير سمعة المدرسة النظامية، وفشل الإدارات، وضعف الرواتب - لا يمكن لطالب يبحث عن التفوق الاعتماد على ست ساعات من مادة مفرنسة لا يصل إليه عشر المعشار من محتواها، كما لا تمكنه المتابعة في قسم أدبي يفوق تعداده المائة، وغالبية طلابه المميزين اختطفوا.
حين تعرب المواد العلمية سيضعف الإقبال على الأقسام العلمية في التعليم الحر؛ لأن الفهم صار ممكنا في مكان آخر، وتبعا لذلك سيضعف، أيضا، الإقبال على الأقسام الأدبية؛ لأن عدد الشهداء الفارين من جحيم الفرنسية سيتناقص، فلنكن جريئين، ولنقل: نحن مع التعريب، حتى لو لم يبق لدينا عمل، أو لنكن جريئين، ولنقل: نحن مع الفرنسة؛ لأنها تعود على جيوبنا بالنفع (نحن العلميين والأدبيين)، ولا نريد نقص مداخيلنا الخاصة، واتركونا من حكاية التربية، فتلك محسومة بما يقره علماء التربية، لا بالتدوينات العابرة، كونوا صريحين.
هذه قضية مصلحة خاصة لمدرس منافح عن الفرنسية، تسندها مصلحة خاصة مطلوبة لدى السفارة الفرنسية يحسن السياسيون تهجي حروفها.
الدفاع عن الفرنسية الهدف منه الإبقاء على الوضع القائم، لتنتفخ الجيوب بأموال الجيوب الأخرى المنهكة، صحيح أن العمل في التعليم الحر إكراه يقتضيه تدني رواتب المدرسين، وهو السبيل الوحيدة المتاحة لهم ليبقوا على قيد الحياة، لكن لا مانع من التضحية به في سبيل نهضة أمة.
هذا ما يتحاشى كثيرون قوله، لكنه لا بد من أن يقال.