عبّرالرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني فى لقاءات عديدة مع بعض السياسيين أغلبهم من المعارضة أن لديه قناعة عميقة بأن الحلول الجزئية ليست مهمة ولا ينبغي اللجوء إليها إلا نادرا وتحت إكراهات صعبة, مضيفا أنها قد تجلب الشعبية والبهرجة الإعلامية وتُمكن العودة إليها كلما جد جديد من نفس المشكل لمن يريد, ولكن بتكلفة كبيرة وهدر للمال, وأن الحلول الجذرية تحتاج وقتا وتتطلب موارد كبيرة وقد لا تكفيها خمس سنوات فى بعض الملفات وخاصة فى ملفات قوية ولكنها هي الحل النهائي .
الرئيس غزواني وقبل سنة تقريبا أكد أن لديه قناعة بأن الطريقة الوحيدة لتكون الدولة ذات كلمة مسموعة ودور فعال فى ضبط أسعار المواد الأساسية ليس حوانيت أمل ولا تدخلات نقابة التجار واتحاد أرباب العمل فتلك تدخلات آنية للتخفيف فقط, ولكن الحل الأمثل هو وجود شركة تستطيع التدخل وتموين السوق وهو ما يحتاج دراسة آليات العمل وكيفية دخول السوق ورأس مال كبير تدخل به بقوة حتى يكون تأثيرها يتجاوز خمسين فى المائة فى السوق عند البداية وتواصل حتى تكون حصتها تخوّلها فرض ما تريد بمنطق المنافسة .
أفتح قوسا هنا لأقول إنه حدثني المدير السابق لشركة سونمكس المميز المهندس مولاي العربي ولد مولاي اسماعيل بعد إطلاق سراحه وخلال التحضير لمقابلة للسراج أنه وضع خطة لسونمكس خلال إدارته من أجل التأثير فى السوق وأنها وصلت إلى ثلاثين فى المائة فى المرحلة الأولي وهو ما كان مرسوما لها فى الخطة لأسباب عديدة, بينما كان التجار لديهم بقية السوق وبعضهم لديه أكثر من خمسين فى المائة من تموينه .
الرئيس غزواني يري منذ أزمة الكركرات أن الحل الجذري لتموين السوق الموريتاني بالخضروات وحسب دراسة فنية أعدت له هو وجود بنية تحتية للنقل والتخزين بطريقة فنية حتى تكون لزراعتها معنى, مضيفا أن التجار يخافون زراعة الخضروات ولكن عندما يروها مربحة وممكنة فسيتنافسون عليها تماما كما وقع لهم مع زراعة الأرز .
وحسب معلومات متواترة فقد باشرت الحكومة دراسة أو تجهيز حائط المعرض فى عرفات وشرعت فى بناء مقر جديد لينتقل إليه العاملون به ليكون محلا لتخزين الخضروات وفى ثلاجات كبيرة بسعة حاويات 40 قدما وبعضها بسعة أقل, قيل إن صفقتها تمت وتنفيذها ينتظر الحصول على طريقة نقل فنية وانتهاء طريق الأمل, على أن يتم فتح محلات للتخزين فى كل عاصمة ولاية كمرحلة ثانية.
وفي انتظار ذلك ترك الرئيس وزارة التنمية الريفية سابقا تمول وتهيئ أرضية لأكثر من ثلاثة آلاف هكتار لزراعة الخضروات وقلصت لأسبوع استيراد الطماطم من المغرب لبيع المنتوج الوطني منها, مع قناعته أنها مجرد مساعدة حتى تكون الأمور الحلول النهائية جاهزة .
نظرة رأس النظام الموريتاني لملفات كهذه تعطي إشارات واضحة لما يتطلبه حل مشكلات أكبر سواء فى الاقتصاد أو الاجتماع وحتى فى السياسة من الوقت والجهد والمال فى نظره حتى يكون حلها نهائيا .
تحياتي