«الإسلام هو الحل» هو في الأصل شعار تبناه تحالف انتخابي إسلامي عريض، في مصر، في حقبة الثمانينيات، ضم الإخوان المسلمين وكلا من حزب العمل وحزب الأحرار، في مواجهة الشعارات الليبرالية والاشتراكية والقومية؛
وأثار الشعار يومها لغطا واسعا، حسمه القضاء الإداري االمصري فحكم بصحة وجواز رفعه في الحملات الانتخابية، لموافقته للدستور المصري في مادته الثانية حيث نص على أن: « الإسلام دين الدولة الرسمي والشريعة مصدر للتشريع الرئيسي».
لكن الجدل تواصل حول الشعار، فتعاورته أقلام المؤلفين والكتاب، وصدرت عشرات البحوث والدراسات المستفيضة، حوله، فاعتبره بعضها شعارا مطابقا للحقيقة، فتبناه، وصوبه البعض بأن الإسلامةهو الإطار الروحي للحل، فيما ثار لدى آخرين سيل من الأسئلة، من قبيل كيف ولما ذا؟ ورأى البعض أنه مجرد شعار فارغ..!!
أغلب المؤلفين والباحثين، من ذوي الخلفية والتوجه الإسلامي، أجازوا الشعار كما هو، فاتفاقهم قائم على أن الإسلام كما أنزله الله وأراده، هو الحل الجذري لأزمات العالم؛ لكن واقع الحال في الأمة، لا تفسير له غير أنها تنكبت طريقها، ففقدت أهليتها لتقديم نماذج الحل الإسلامي للعالمين.
الإسلام هو الحل لمعضلات ومشاكل العالم، لكن أين النموذج الحي للإسلام؟! فالمؤكد، حتى على مستوى العقيدة، أنه ليس من طاعة الله تعالى وحسن عبادته، وقد جعلنا خير أمة، وأنزل علينا الكتاب الخاتم المهيمن، وأرسل لنا خاتم انبيائه عليه صلاة الله وسلامه، ثم تعهد لنا بحفظ الرسالة، وآتانا من كل ما سألناه؛ لم يكن من طاعته وحسن عبادته، أن يرانا على هذا الواقع المهين، وقد ضيعنا الدين والدنيا معا...!!!