1/ إلى من يريدون فرض الفرنسية في موريتانيا، عليكم أولا إقناع الناخب بهذا التوجه ثم النجاح في البرلمان ثم إقناع أغلبية مطلقة (ثلثي النواب) بتغيير الدستور، حيث أن الفرنسية لم يرد ذكرها في دستور الجمهورية الاسلامية الموريتانية، عكس العربية والبولارية والسوننكية والولفية.
هنالك حل آخر : التصويت على تعديل دستوري وإقناع غالبية بسيطة من الناخبين (50٪ زائد واحد) بضرورة تعديل الدستور.
2/ اثبتت جميع الدراسات العصرية في المجال التربوي أن الطفل يستوعب الدروس بشكل أحسن، إذا تم إلقاؤها بنفس اللغة التي يستخدمها في المنزل وهي اللغة الأم. فما هي لغة الموريتانيين الأم ؟ حتما ليست الفرنسية.
لهذا السبب تجد أن الأمم التي أحرزت تقدما ملحوظا في مجال التعليم، منذ القدم حتى اليوم، هي الدول التي تعتمد لغتها الأم في التدريس : الصين، تركيا، روسيا..
أما لغة الانفتاح فيجب اختيارها حسب معايير صارمة لا مجاملة فيها. والفرنسية فعلا لغة عالمية لأنها اللغة الرسمية لإحدى كبريات الامبراطوريات الاستعمارية سابقا، ولكن عدد مستعمليها في العالم في انحسار مضطرد (الصورة : إحصائيات 2021).
لهذا السبب قررت عدة دول فرانكوفونية مؤخرا أن تعتمد الانجليزية بدل الفرنسية : رواندا، الجزائر..
الفرنسية لغة فاخرة، جميلة المخارج غنية أدبيًا، ولكنها ليست لغتنا الأم، كما أن الاصرار على التدريس بها لن يساعد ابناءنا في معارك الغد، لذا يجب علينا بشكل براغماتي بحت أن نقوم بما يجب، دون غمط حقوق أحد ولكن أيضا دون محاباة أحد، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالمصلحة العليا لأبناء الوطن.