كما سبق في الحلقة السابقة نظمت أول انتخابات بلدية في موريتانيا في 86 تحت إدارة العقيد جبريل بن عبد الله وزير الداخلية ونظمت في 13 مدينة هي العاصمة وعواصم الولايات وأسفرت عن شوط ثان في نواكشوط ونواذيبو والزويرات وربما في مدينة او اثنتين أخريين. ففي نواكشوط حصلت اللائحة الزرقاء ( التي تحظى بدعم خفي من السلطات) على 40 بالمائة مقابل 30 بالمائة وتأهلت اللائحتان إلى الشوط الثاني وقد تقلص الفارق بين اللائحتين في الشوط الثاني لكن استمر تصدر اللائحة الزرقاء التي فازت ب20 مقعدا مقابل 17 للائحة البيضاء ( إن لم تخني الذاكرة .على كل تفوق الزرقاء لا شك فيه) ثم جرى التنصيب وكان تحت إشراف عضو من اللجنة العسكرية وفي نواكشوط تحديدا جرى تحت إشراف العقيد محمد محمود بن الديه الأمين الدائم للجنة العسكرية ووقع ما لم يكن في الحسبان فقد انقسمت اللائحة الزرقاء واستطاع ولد اماه رأس البيضاء اجتذاب افراد من الزرقاء وترشح ففاز بالأغلبية البسيطة ليكون أول عمدة منتخب للعاصمة وسط ذهول العديد من المسؤولين خاصة أن علاقاته مع الوزير العقيد جبريل لم تكن على ما يرام فكثرت الإشاعات عن توتر بينهما وعلى كل فإن الوزير استغل نصا في القانون سمح له باقتراح عزل العمدة وهو ما اقره مجلس الوزراء عام 89 وتمت دعوة المجلس البلدي في نواكشوط لاجتماع تم فيه انتخاب محمد بن هارون بن الشيخ سيديا عمدة للعاصمة .
فضلا عن الدكتور ولد اماه تم انتخاب بقية عمد عواصم الولايات وهم: محمد عبد الله مبارك (النعمة) وميشل فرجس اخو الوزير جبريل ( كيفه) وصو دينا ( روصو) واحمد سيدي باب ( أطار) وحمدي المحجوب ( نواذيبو ) ومحمدي دحود ( تجگجه) ومولاي الحسن الجيد ( الزويرات) وعبد الله النم ( اكجوجت) وضاع من ذاكرتي أسماء عمد العيون وكيهيدي وألاگ وسيلبابي .
ترقبوا في الحلقة القادمة الحديث عن المرحلتين الثانية والثالثة من إلانتخابات البلدية الممهدة الانتقال نحو الجمهورية الثالثة إن شاء الله