محمد خونا ولد هيدالة ضابط عسكري عن جدارة واستحقاق دراسي.
خاض بشجاعة نادرة وإقدام مذهل معارك عسكرية شرسة قاتلة, دفاعا عن موريتانيا وسيادتها, وأنقذ كثيرا من ضباط وجنود الجيش الوطني من مخالب العدو... ومع ذلك ظل في رتبة "مقدم".
المقدم محمد خونا ولد هيدالة جاءته الرئاسة دون انقلاب عسكري خاص به; وإنما كان موضع قبول وثقة رفاقه الانقلابيين, حين اشتد خلافهم إثر الاختفاء المفاجئ للمرحوم أحمد بوسيف.
الرئيس محمد خونا ولد هيدالة كان ديكتاتورا شديدا في كل شيء, حول البلاد إلى سجن كبير لا رحمة فيه, وقمع وعذب الوطنيين الأحرار, وأشاع الرعب في النفوس وصادر الحريات بقسوة, وعرّض العلاقات الخارجية لموريتانيا للخطر... فنمت معارضته الداخلية واتسعت كثيرا.
ومع ذلك كان حاكما بدويا يميل للفطرة, ويحترم المال العام والخدمة العمومية, وعرف حكمه بالصرامة والرقابة الادارية عبر زيارات المفاجأة والمداهمة لرفع أداء وسلامة إدارات الدولة.
كما رفض إملاءات الهيئات الدولية التي من شأنها أن ترفع تكاليف المعيشة على المواطنين, فكسب عداء القوى الدولية.
لما أطاح به رفيقه وقائد أركانه وهو في الخارج, أصر على العودة ومواجهة مصير "المخلوعين", وأخفها السجن.
لم يتكسب ولد هيدالة ولا عائلته من السلطة, رغم وضعيتهم الأقرب إلى الفقر; فلم تكن لهم أرصدة مصرفية ولا سيارات ولا عقارات ولا مزارع ولا مصانع ولا ريع الرخص...
فانتقل الرئيس الى السجن (دون تهمة!), وانتقلت أسرته إلى مسكن شعبي متواضع في "الكبة" حيث يقطن أكثر المواطنين وأشدهم فقرا وحرمانا!
***
لهذا فحين يقارن بعض خلايا الباطل اليوم بين ولد هيدالة وبين ولد عبد العزيز بجامع "رئيس سابق", ويعيبون على الرئيس غزواني عيادة الأول وتكريمه دون الثاني, فإنما يحتقرون عقول الناس ويتحدون المجتمع والدولة والمنطق... بوقاحة مذهلة!!
دعوهم يفعلوا; ولكن ذكروهم أن ولد هيدالة رجل فقير مريض مسالم, والآخر - حفظه الله وأدام عليه الصحة - مقيم في قصره الذي يساوي المليارات ويتحدث للإعلام بتحد عدائي للسلطة وللدولة نفسها, ويناهز المجمد فقط من أمواله, التي اكتسبها من رئاسته, 40 مليار أوقية!!