حزب الشباب الوطني الديمقراطي يدعو إلى جعل الشباب شريكا أساسيا في الحوار
دعا حزب الشباب الوطني الديمقراطي (حشود) إلى جعل الشباب شريكا أساسيا في الحوار السياسي المرتقب وإعطائه فرصة حقيقية لتقرير مصيره بنفسه، مشددا على ضرورة العمل الجاد على إشراك الشباب بتمكينه من الوصول إلى مراكز صنع القرار، لما لذلك من أهمية بالغة في تحرير الاقتصاد والارتقاء بالبلاد إلى مصاف الدول المتقدمة.
وأضاف "حشود" في نداء موقع باسم رئيسه لحبيب ماء العينين التومي أن على الحكومة والفرقاء السياسيين إعطاء الشباب أولوية في مخرجات الحوار والإشراف على تنفيذها لئلا تكون تعهدات رئيس الجمهورية بتمكين الشباب مجرد وعود انتخابية مستعرضًا بعض تعهدات رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني والاتفاقيات الدولية والتاريخ الإسلامي في هذا المجال.
وطالب الحزب بجسر الهوة بين الشباب والشيوخ وخلق طبقة سياسية وإدارية شابة قادرة على وضع خطط استراتيجية ورؤى اقتصادية تستمد قوتها من الرقمنة والذكاء الاصطناعي، داعيا إلى رفع الوصاية عن الشباب وعدم تحديد أولوياته وتقرير مصيره بالنيابة عنه.
وفيما يلي النص الكامل لنداء حزب الشباب الوطني الديمقراطي:
نداء إلى من يسمع..
على ضوء ماتشهده الساحة السياسية الوطنية من حراك مطرد على وقع الحوار السياسي المرتقب ارتأينا في حزب الشباب الوطني الديمقراطي (حشود) أن نتوجه إلى اللجنة المشرفة على الحوار ومن خلالها الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني ومختلف الفرقاء السياسيين بنداء نضعهم فيه أمام مسؤولياتهم التاريخية تجاه الشعب الموريتاني وقواه الحية المغيبة عن الشأن العام "الشباب".
وبما أن الشباب هو الثروة الحقيقية للمجتمع اللبنة الأساسية للتنمية وهو وقود التغيير، فإن التمكين له يدخل في صميم أهداف الأمم المتحدة التي أدركت منذ فترة طويلة أن طموح الشباب وطاقتهم الحيوية تمثل وقودا لاستمرار تطور المجتمعات التي يعيشون فيها.
واعترفت الدول الأعضاء فيها بذلك عام 1965 عندما أقرت إعلان تعزيز المثل العليا للسلام بين الشباب والاحترام المتبادل والتفاهم بين الشعوب.
وبعد ذلك بعقدين من الزمن، احتفلت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1985 بالسنة الدولية للشباب تحت عنوان: المشاركة والتنمية والسلام.
ولفت الاحتفال بالسنة الانتباه الدولي إلى الدور الهام الذي يلعبه الشباب في العالم، ولا سيما مساهمتهم المحتملة في برامج التنمية.
وفي عام 1995، وتزامنا مع الذكرى السنوية العاشرة للسنة الدولية للشباب، عززت الأمم المتحدة التزامها تجاه فئة الشباب باعتماد استراتيجية دولية بعنوان: برنامج العمل العالمي للشباب حتى عام 2000 وما بعد، والذي وجه استجابة المجتمع الدولي للتحديات التي سيواجهها الشباب في الألفية القادمة.
وفي ديسمبر 1999، أقرت الجمعية العامة في قرارها 54/120 التوصية الصادرة عن المؤتمر العالمي للوزراء المسؤولين عن الشباب (لشبونة، 8-12 أغسطس 1998) بإعلان يوم 12 أغسطس اليوم الدولي للشباب.
ويركز احتفال اليوم في كل عام على موضوع مختلف، بهدف لفت انتباه المجتمع الدولي إلى قضايا الشباب؛ ويُحتفل بهذا اليوم بإمكانات الشباب كشركاء مهمين في المجتمع العالمي.
وتزامناً مع الذكرى السنوية الخامسة والعشرين للسنة الدولية الأولى للشباب، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في ديسمبر 2009، القرار 64/134 الذي أعلن السنة التي تبدأ في 12 أغسطس 2010 السنة الدولية للشباب.
ودعت الجمعية الحكومات والمجتمع المدني والأفراد والمجتمعات في جميع أنحاء العالم لدعم الأنشطة المحلية والدولية احتفالا بالشباب ودعما لقضاياهم.
وفي عام 2015، اتخذ مجلس الأمن بالإجماع القرار 2250، الذي شجع الدول على النظر في إنشاء آليات من شأنها أن تمكن الشباب من المشاركة بشكل هادف، كبناء السلام ومنع انتشار العنف في جميع أنحاء العالم.
وبصفته أول قرار لمجلس الأمن مخصص بالكامل للدور الحيوي والإيجابي للشباب في تعزيز السلام والأمن الدوليين، فإن هذا القرار يضع الشباب بوضوح كشركاء في الجهود العالمية الرامية إلى تعزيز السلام ومكافحة التطرف.
وأكد المجلس من جديد، في القرار 2419 لعام 2018، الحاجة إلى التنفيذ الكامل للقرار 2250 ودعا جميع الجهات الفاعلة ذات الصلة إلى النظر في سبل لزيادة تمثيل الشباب عند التفاوض على اتفاقات السلام وتنفيذها.
في عام 2018، في القرار 2419، أكد المجلس من جديد الحاجة إلى التنفيذ الكامل للقرار 2250 ودعا جميع الجهات الفاعلة ذات الصلة إلى النظر في سبل زيادة تمثيل الشباب عند التفاوض بشأن اتفاقيات السلام وتنفيذها.
هذا من الناحية القانونية الدولية أما من الناحية الشرعية والدينية فإبراهيم عليه السلام أول إيمانه ومفتتح نظره في حق ربه، وإبطاله الشرك كان فتىً في عمر الشباب، إذ قال قومه وقد رأوا ما حل بآلهتهم من تكسير ﴿ قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ ﴾ [الأنبياء: 60].
وقوم موسى عليه السلام عندما كان الإيمان منهم.. قال الله عنهم: ﴿فَما ءامَنَ لِموسىٰ إِلّا ذُرِّيَّةٌ مِن قَومِهِ عَلىٰ خَوفٍ مِن فِرعَونَ وَمَلَإِي۟هِم أَن يَفتِنَهُم وَإِنَّ فِرعَونَ لَعالٍ فِى الأَرضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ المُسرِفينَ﴾ [يونس: 83].
وأصحاب الكهف الذين فرّوا بدينهم، وأبوا دين قومهم المشركين، هم شباب صالحون، كما قال جل جلاله عنهم: ﴿ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ﴾ [الكهف: 13].
وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من المهاجرين كانوا شبابا، وكان المشركون يوم بدر أغلبهم شيوخا، وأبناؤهم مع الرسول، وكان أغلب الأنصار شبابا، فيما كان أغلب المنافقين شيوخا، وفي ذلك يقول العلامة أحمد البدوي:
وهو النفاق في الشيوخ لا الشباب *** والخير كل الخير في عصر الشباب.
وقد أتى ذكر الشباب في أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة وخطة عام 2030 في أربعة مجالات هي:
توظيف الشباب وحالة الفتيات المراهقات والتعليم والرياضة من أجل السلام.
وعلاوة على ذلك، يتم التطرق إلى الشباب كونهم وكلاء للتغيير مكلفين بتسخير إمكاناتهم لضمان عالم يتناسب مع تطلعات الأجيال القادمة.
ولأن جميع أهداف التنمية المستدامة لها أهمية حاسمة في تنمية الشباب، فإن تحقيق الأهداف في مجالات التعليم والتوظيف قد تم التأكيد عليها أيضا في الإصدار الأخير من تقرير الشباب العالمي باعتباره عاملاً أساسياً للتنمية الشاملة للشباب.
وهذا ما ذهب إليه رئيس الجمهورية محمد والشيخ الغزواني في برنامجه الانتخابي " تعهداتي " حيث التزم بفتح الآفاق الواعدة للشباب، إذ قال إن: "الشباب يشكل أولوية الأولويات بالنسبة لي، ولدي الوعي الكامل بحالات الهشاشة التي يعيشها جزء هام منهم للأسف.
ومع ذلك فإنني أعتقد جازما أن الشباب عندما يحصل على التكوين والتأطير المناسبين سيكون أقدر على النجاح في الحياة وأكثر استعدادا لمواجهة تحديات العالم المعاصرة "
وانطلاقا مما سبق وتأسيسا عليه ولئلا يكون وعد الرئيس مجرد وعد انتخابي ندعو في حزب الشباب الوطني الديمقراطي إلى:
1. جعل الشباب شريكا أساسيا في الحوار السياسي المرتقب واعطائه فرصة تقرير مصيره بنفسه.
2. رفع الوصاية عن الشباب وعدم تحديد أولوياته وتقرير مصيره بالنيابة عنه.
3. وضع ضمانات حقيقية لإشراك الشباب في الحوار السياسي ومن ثم صنع القرار وفاءا بالتزامات فخامة رئيس الجمهورية وتحقيقا لأهداف التنمية المستدامة.
4. العمل على جعل الحوار فرصة لتلاقح الأفكار بين الشباب والشيوخ من أجل نقل التجارب وتبادل الخبرات.
5. العمل على تمكن الشباب من صنع القرار السياسي والإداري للاستفادة القصوى من التقدم التكنولوجي الكفيلة بإحداث نقلة نوعية في الاقتصاد الوطني.
6. إعطاء الشباب فرصة حقيقة في مخرجات الحوار والإشراف على تنفيذها.
7. جسر الهوة بين الشباب والشيوخ وخلق طبقة سياسية وإدارية شابة قادرة على وضع خطط استراتيجية ورؤى اقتصادية تستمد قوتها من الرقمنة والذكاء الاصطناعي.
8. العمل على الإشراك الجاد للشباب بتمكينه من الوصول إلى مراكز صنع القرار، لما لذلك من أهمية بالغة في تحرير الاقتصاد والارتقاء بالبلاد إلى مصاف الدول المتقدمة.
9. تفعيل دور الشباب وتعزيز حضوره في الدوائر السياسية والادارية باعطائه مناصب قيادية في الدولة وعلى مستوى الأحزاب السياسية تعزز ثقته بكبار السن ويتيح له زيادة التجربة واكتساب الخبرة.
10. تخصيص أيام تشاورية من قبل الحكومة لوضع استراتيجية فعالة لإثراء تجارب الشباب والاستفادة منها وتعزيز تكوينهم.
11. حل المجلس الأعلى للشباب وغيره من الهيئات الشبابية الحكومية التي أنشئت لخدمة الشباب وأثبت الواقع فشلها وعدم جدوائيتها.
12. تشكيل لجنة عليا تابعة لرئاسة الجمهورية خاصة بالسهر على دعم الشباب والتمكين له.
13. إزالة كل الحواجز التي تقف دون إشراك الشباب؛ ومن أبرزها:
- غياب ثقافة إيجابية لإشراك الشباب عند معظم الأحزاب والهيئات والمؤسسات
- نقص الخبرة
- الحواجز المالية
- المشيخة القبلية
- عدم وجود آليات تشاور ونقاش فعالة مع الشباب