كما بينت من قبل لم أتابع المعارك الاولى من الحرب العراقية الإيرانية لكنني تابعت احداثها بدء من 83/ 84 وعثرت على تفاصيل ايامها الاولى وملابساتها سنة 87 حين اقتنيت كتاب " الصراع العربي الفارسي" الذي اظن انه صدر عام 82 وفيه نصوص المعاهدات الحدودية بين إيران والدولة العثمانية ثم الدولة العراقية وتاريخ امارة الاحواز وصراعها مع ايران وملابسات الحرب الاولى كما وجدت معلومات اخرى من مصادر عدة مؤيدة لإيران .
كان اتفاق الجزائر 75 آخر معاهدة بين البلدين ثم قامت الثورة الخمينية في ايران وانتصرت 79 وعلى إثرها ساءت العلاقة بين البلدين حيث اتهم كل منهما الآخر بدعم الجماعات المعادية له وزادت تصريحات الخميني والرئيس بني صدر ووزير خارجيته زاده قطب زادة حول تصدير الثورة من سوء العلاقات بينهما وخاصة مع إيواء إيران جماعات طائفية شيعية عراقية مناوئة لحكومة بغداد . وفي ابريل 80 تعرض نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز لمحاولة اغتيال في جامعة المستنصرية قتل فيها اڜخاص ونجا هو وتبناها حزب الدعوة ( يتراسه اليوم نوري المالكي) واتهم العراق ايران بدعمها فتوترت العلاقات وتم إغلاق القنصلية الايرانية في البصرة والعراقية في المحمرة ووقعت اشتباكات على الحدود تصاعدت في اغسطس لتصل اوجها 4 سبتمبر حيث اندلعت معارك على الحدود وتم اسقاط طائرة فانتوم ايرانية اثناءها واتهم العراق ايران بالمسؤولية عنها ووصل الامر حد اسندعاء البرلمان العراقي في 17 سبتمبر حيث القى الرئيس صدام حسين خطابا اعلن فيه ان ايران خرقت بنود اتفاق الجزائر مما يعني سقوط الاتفاق بحسب نصوصه ثم اعلن مجلس قيادة الثورة في 24 سبتمبر الحرب رسميا ردا على الانتهاكات الإيرانية للحدود وقامت القوات العراقية بالتوغل داخل إيران واستولت على عدة مدن دفاعا عن النفس حسب ما تقول وهو ما اعتبرته ايران عدوانا عراقيا عليها. وقد تمكنت القوات العراقية من اسر وزير النفط الإيراني محمد جواد تندقويان اثناء زيارته مصفاة عبادان.
قام البلدان بتحركات دبلوماسية ظهر فيها بقوة وزير الخارجية العراقي سعدون حمادي ونظيره الإيراني زاده قطب زادة
شنت ايران هجوما مضادا مع بداية 82 وتم اخراج القوات العراقية من ايران لكن الحرب لم تتوقف رغم جهود كورت فالد هايم الامين العام للأمم المتحدة.
ترقبوا المزيد في الحلقة القادمة.