كناش الجمعة
يقول احمد باب ولد أحمد مسكه : لقد تعود ثلاثة أرباع أبناء هذه البلاد أن ينظروا إلى الشمال .. فمن الشمال جاء الإسلام ومنه جاء الفتح العربي
في المقابل تعود هذا الشمال ان يدير ظهره لهذا الوله والتعلق الأزلي به ..
في أوج أزمة الإعتراف الدولي بموريتانيا وغداة قمة " اشتورت" بلبنان 1960 والتي اجمع العرب فيها " باستثناء تونس " على خذلان الطلب الموريتاني بالانضمام للجامعة العربية وايدوا مطالب المغرب بضم موريتانيا في هذا الاثناء كان الراحل المختار ولد داداه يخطب وعلى منبر الأمم المتحدة وبأعلى صوت منددا بمجازر أسرائيل في فلسطين وبالمجزرة الفرنسية ببنزرت بتونس معلنا أيضا وقوفه إلى جانب الثورة الجزائرية ..وقتها كان الإعتراف بموريتانيا مجرد توصية من الجمعية العامة ..
بعد هذا الخطاب همس العديد من قادة أفريقيا الغربية في أذن الرئيس المختار قائلين إنك تغضب فرنسا بدعمك للثورة الجزائرية وتنديدك بأحداث بنزرت وفي نفس الوقت لا ترضي بني عمومتك الذين لا يعترفون بك ..
كان الراحل وقتها يتمثل ابيات المقنع الكندي :
وإن الذي بيني وبين بني أبي
وبين بني عمي لمختلف جدا
إذا أكلوا لحمي وفرت لحومهم
وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجدا
انفجر ديغول في وجه الرئيس المختار ولد داداه في أول لقاء بينهما بعد خطاب الجمعية العامة وبقي الراحل ثابتا لا يتزحزح في مواقفه..ليتضاعف فيما بعد احترام الجنرال العجوز للشاب الحالم بدولة لشعب عشق العرب والعروبة وتنكبت له بلاد العرب ..
تتملكك الشفقة على تلك الجماهير التي كانت تتحلق على الوفد العربي الوحيد بقيادة مستشار الرئيس التونسي السيد المصمودي في مراسيم استقلال البلاد يستنشقون من خلاله عبق أبناء العمومة المقاطعين
وحتى بعد اعتراف كافة الدول العربية بالبلد ظل الكثير من الكتاب ورجال الصحافة العرب يتناولون اخبار البلد بقدر كبير من الرعونة والجهل بحقائق هذه البلاد .. والأمثلة تكاد لا تحصى ..
ولعل آخر محطات ذاك التعاطي النمطي الزاخر بالتحامل هو تصريحات " حطيئة الجزيرة " فيصل القاسم متجاهلا وما أكثر ما يجهل هذا الرجل من حقائق بلاد شنقيط انك في هذه البلاد قد تلتقي جريرا أكثر من مرة تلقاه على الشارع وفي المخبزة أو جالسا في لحظة استرخاء امام حانوت الحي..وتلتقى معهم بالفرزدق والحطيئة..وغيرهم ممن لا يكلفهم جعلك تندم على القدوم لهذه الدنيا شطر بيت
فيصل القاسم في خطابه السادي
لم يتورع عن وصف هذه البلاد بشتى النعوت السيئة من تخلف سياسي وفقر وجهل و..و..
وكأن الرجل عاش في رحاب ديمقراطية أثينا أو أنه شبع من الديمقراطية إلى حد جعله يبحث عن مصرف مستحق لبعض ما يجود به ..
هل فات على الرجل انه في هذه البلاد وفي احلك محطات تاريخها ظل الجميع يتحدث بحرية ابن الصحراء عن الشأن العام وان النقد واللوم يوجه في هذه البلاد ومنذ استقلالها إلى الرئيس دون أي خوف أو وجل من البوليس السياسي
في هذه البلاد لم يسحل رئيس في الشوارع بعد الانقلاب عليه ..
لم تنتزع اظافر شخص بمجرد أن له رأيا يخالف الرأي الرسمي
في هذه البلاد يعيش شعب أنجب أئمة الفتيا والقضاء في المشرق وحافظ على نقاء لغة العرب عندما كانت العجمة تجتاح الدوائر العلمية في المشرق العربي في القرنين 12 و 13 هجري .
فعلى مهلك يا فيصل
ما هكذا يا سعد تورد الإبل