مالي: مذكرة بحث عن الرهينة الفرنسية السابقة "صوفي بترونين"

مالي: مذكرة بحث عن الرهينة الفرنسية السابقة "صوفي بترونين"

باريس- “القدس العربي”: ذكرت وسائل إعلام فرنسية، الثلاثاء، أن السلطات في دولة مالي تبحث عن صوفي بيترونين، العاملة الفرنسية في المجال الإنساني، التي أفرج عنها العام الماضي، بعد أربع سنوات من اختطافها كرهينة لدى “الجهاديين”، واستقبلها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لكنها عادت على ما يبدو إلى هذا البلد الإفريقي شديد الاضطراب، سياسياً وأمنياً، والذي عبرت عن حبها لشعبه.

إذاعة فرنسا الدولية (RFI)، كشفت أنه بعد أن رفضت السلطات المالية المعنية طلبات الحصول على تأشيرات السفر التي تقدمت بها صوفي بيترونين، البالغة من العمر 76 عاماً، قررت هذه الأخيرة العودة، إلى مالي، في شهر مارس الماضي، عبر الأراضي السنغالية، حيث عبرت مع ابنها الحدود براً، دون أن تخفي هويتها عن رجال الشرطة، بحسب ما نقلت الإذاعة الفرنسية عن مصادر من عائلتهما، والتي أوضحت أن صوفي بترونين لم تكن سعيدة في سويسرا وأنها أرادت العودة إلى البلد الذي أمضت فيه عشرين عامًا من حياتها وحيث ما تزال ابنتها بالتبني تعيش.

وأضافت إذاعة فرنسا الدولية (RFI) أن أكثر من سبعة أشهر مرت من دون صعوبات بالنسبة للرهينة السابقة، حتى صدور مذكرة بحث من قبل الدرك المالي يوم الجمعة الماضي، والتي تطلب من جميع وحدات الدرك القبض على صوفي بترونين. وطبقا لهذه الوثيقة فإن شهود عيان لمحوا الرهينة الفرنسية السابقة في منطقة سيكاسو الواقعة على بعد أكثر من 350 كيلومترا من العاصمة باماكو، في جنوب شرق البلاد.

لكن أقارب صوفي بيترونين أكدوا لإذاعة فرنسا الدولية أن الأخيرة لم تذهب قط إلى سيكاسو أبدًا، وأنها لم تبتعد أبدًا عن باماكو، وأنها لا تنوي العودة إلى غاو، المدينة الشمالية حيث عاشت حتى اختطافها في عام 2016. وعبروا عن استغرابهم من مذكرة البحث هذه الصادر عن السلطات الأمينة المالية، التي تقول، من جهتها، إن الأمر يتعلق “بإزالة بعض الالتباسات”، دون مزيد من التفاصيل حول ما الذي سيحصل مع صوفي بيترونين.

صوفي بيترونين، كانت قد اختطفت في 24 ديسمبر 2016 على يد مسلحين في غاو (شمال مالي) حيث كانت تقيم منذ أعوام وتعمل في منظمة لمساعدة الأطفال. وقد وصلت اليوم إلى باريس وكان في استقبالها في المطار الرئيس إيمانويل ماكرون ووزير خارجيته وأفراد أسرتها.

وأفرج عنها، يوم الثامن من أكتوبر من العام الماضي، في إطار صفقة بين السلطات المالية وجماعات مسلحة في هذا البلد، شملت أيضا تحرير ثلاثة رهائن بينهم مواطنان إيطاليان أحدهما قس، والسياسي المالي البارز إسماعيل سيسيه، الذي اختطف قبل ستة أشهر حين كان يخوض حملة الانتخابات التشريعية التي شهدتها مالي مؤخرا.

وصرحت من باماكو بعد الإفراج عنها قائلة: “هذا البلد أمضيت فيه تقريبا ربع قرن من الزمن في الشمال لعلاج الأطفال من سوء التغذية وأمراض أخرى. سعادتي الكبرى اليوم هي معرفة أن مساعدتي استطاعت مواصلة العمل من دوني.. بالنسبة لمالي، سأصلي من أجل هذا البلد ليباركه الله ويرحمه، لأنني مسلمة”.

وفي اليوم الموالي، أي يوم التاسع من أكتوبر من العام الماضي، وصلت إلى العاصمة الفرنسية باريس على متن طائرة خاصة، وكان في استقبالها في المطار الرئيس إيمانويل ماكرون ووزير خارجيته جان إيف لودريان، بالإضافة إلى أفراد أسرتها.