*أبشر بطول سلامة يا دفالي*

محمد محمود إسلم عبد الله

محمد محمود إسلم عبد الله

بعد غياب عمر أطل علينا السيد مدير الأمن الأسبق دداهي ، وفي يده دفاتره وملفاته “البيضاء”، وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون.

الرجل يقدم نفسه وهذا حقه وطنيا حتى النخاع، ومخلصا لمهنته حد الرهبانية ، ومنصفا حد اللا معقول ، يملك كل الحقائق ، ويحكي كسندباد عن كل الحقب بأريحية الفيلسوف ، وعلم الخضر عليه السلام.

أنا ياسادتي لست في وارد محاكمة الرجل فقد أفلت من المحكمة هو ورهطه ممن حكموا ذات برهة من الزمن بالحديد والنار ، وها هم اليوم يقدمون أنفسهم قساوسة ورهبانيين ، لم يؤذوا نملة ، ولم يجرحوا ضميرا ولا خاطرا أحرى  أجساد البشر.

سيدي المدير الدعايات السوداء لاتصنع حقائق أحرى تاريخا ، واسأل إن شئت هتلر أو موسوليني ، لقد مارستم قلب الحقائق مع الأسف -حتى لاأقول الكذب- والدعاية الرخيصة سنين عددا ، حتى صدقتم أنفسكم ، ومازلتم ترجون أن تصدقكم الأجيال السابقة واللاحقة ولكن هيهات هيهات.

قل لي بربك كيف استطعت من كل قلبك أن تنفي حصص التعذيب بجگوار وغيره من وسائل الإكراه البدني والنفسي في أقبية الأمن وثكنات الجيش ، وأنتم تستعرضون يومها كل مهاراتكم  زلفى وقربانا لمعاويه ولد سيد أحمد ولد الطائع؟

 

كيف تطلب منا تمجيد الجلادين والتسبيح بحمدهم ، ودهس الضحايا وآلامهم الحسية والمعنوية تحت أقدامنا ؟

كيف تحاول الإنتصار بسرقة ضربة جزاء في مباراة حسمت منذ عقود؟

ثم بربك قل لي ما الذي تهدد به الرفيق والأستاذ دفالي هل كان مخبرا لديك؟ 

هل كان جاسوسا لدولة أجنبية ؟ 

هل تآمر ورفاقه ضد هذه الأرض ، أو غيرها من أقطار العرب؟ 

بإمكانك اليوم أن تقول ماشئت فالطريق إلى المنابر صارت سالكة ، ولكن لاتنس أننا سنطالبك على كل قول نكر بدليل وبرهان.

سيدي المدير إنصافا لشخصك الكريم لا أحد يحملك ما لا تتحمل ، لقد كنت مع كامل الاحترام أجيرا عند نظام رجعي وقمعي ، وتحركت بعقليته وأساليبه ، ونفذت كل ماطلب منك وزدت عليه أحيانا ، فما الذي ستجنيه بعد كل هذا الوقت من إطلالة إعلامية عابرة وحائرة؟

شخصيا تستميلني الحكاوي والروايات وتجارب المسنين ممن أحالتهم الدولة أو الأيام والليالي للمعاش لكن شريطة احترام عقول المتلقين ، واحترام الحقيقة ، والابتعاد عن الإثارة والمغالطات.

وبخصوص تهديدك سيدي فهو ينم عن شخصية تعيش منفصلة عن الواقع والمعطيات والحقائق ، وتبني أوهاما وبروجا عاجية أساساتها دخان وغبار ورماد ، وقد قالها صريحة لا لبس فيها من قبل الشاعر جرير:

 

زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا

أبشر  بطول  سلامة  يامربع

ورأيت نبلك يا فرزدق قصرت

ورأيت قوسك ليس فيه منزع

 

أطال الله بقاءكم سيدي

ورزقكم راحة البال وصفاء السريرة

 

كامل الود