رغم الهجمات البرية الإيرانية بين 82 و86 فإن التقدم الإيراني ظل محدودا ومقتصرا على مناطق ريفية ومساحات محدودة ( جزر مجنون. هور لحويزة. شلانجه ونحوها من اطراف محافظات ميسان وديالى والسليمانية). وفي الوقت نفسه كثف الطرفان عمليات القصف بالطيران والصواريخ وطال ذلك المدنيين. وقد كثرت الغارات الجوية العراقية على ميناء تصدير النفط الرئيسي الايراني في جزيرة خرج وكان من الانباء اليومية في اذاعة موريتاتيا ( الطيران العراقي يصيب هدفا بحريا إيرانيا قرب جزيرة خرج).
في عام 86 فوجئنا بهجوم إيراني كاسح على مدينة الفاو العراقية الواقعة على الخليج العربي وهي مدينة استيراتيحية مهمة تقع قبالة عبادان الايرانية والسيطرة عليها تعني إغلاق الممرات البحرية امام التجارة العراقية وقد تابعت معركة الفاو عبر إذاعتي بي بي سي وموريتانيا وقرات عنها في الصحف وكمثال كتبت " المجتمع" الكويتية عنها بعنوان عريض ( حرب الخليج تدخل في منعطف خطير) كما هللت الصحف السورية لهذا النصر الإيراني وهي صحف طالعتها في المركز السوري في نواكشوط كما قرات تضخيم هذا الانتصار في مجلة الشهيد الإيرانية في حين قللت الصحف العراقية التي كنت احصل عليها من المركز العراقي من اهمية هذا الانتصار. وفي الوقت نفسه تمكنت القوات الايرانية بالتحالف مع الاتحاد الديمقراطي الكردستاتي بزعامة جلال طالباني من السيطرة على حلبجة في محافظة السليمانية. وردا على ذاك سلح العراق حركة مجاهدي خلق الايرانية وقامت قواته بالتنسيق معها من احتلال مدينة مهران الايرانية لكن الجيش الايراني شن هجوما مضادا استرجع فيه المدينة. وكان زعيم حركة خلق مسعود رجوي قد انتقل إلى بغداد من باريس قبل نحو سنة من ذاك.
رغم هذا التقدم الايراني فقد بدا العراق التخطيط للهجوم المضاد واستعادة زمام الميادرة وهو ما تحقق لاحقا. تابعوا الحلقات القادمة.