لقد خرجت فرنسا من صورة "الدولة العظمى" إلى صورة لم تستقر شروخها بعد.
اقتصاديا، خرجت فرنسا من الدول الاقتصادية الكبيرة... لتصبح أدنى مستوى من ولاية أمريكية.
عسكريا، أصبحت دون الهند.
صناعيا وعلميا.. لم تعد فرنسا مرئية على الخارطة العلمية... حتى حين بدأت دول إفريقية تجارب اللقلاح على كورونا.. كانت فرنسا تمسرح فضيحتها بقصة حبة الاسبيرين.. قبل أن يلجأ ماكرون للهجوم على الإسلام للتغطية على فشل بلاده في جميع الجبهات.
سياسيا.
طردتها إيران من لبنان
وطردتها روسيا (الفاغنرية) من ليبيا، ومن وسط إفريقيا، ومن مالي.
وشرعت الصين وروسيا وأمريكا في تقاسم النفوذ على القارة الإفريقية، التي تشبثت بها فرنسا لعدة عقود.
وغربيا. تكفي "أزمة الغواصات" التي كشفت عن تحالف أنغلوسكسوني (أمريكي، بريطاني، أسترالي).. لتخرج فرنسا إلى ساحة العويل وقد تيقنت من خسارة "وزنها الغربي" فلم تعد ذات شأن عسكري على المستوى الغربي.
كيف ستعمل باريس على إبطاء الانهيار... لقد ضاعت الفرصة.. ففي الواقع أصبحت "فرنسا دولة من العالم الثالث" وهذه حقيقة قائمة؟
لا نخبة ثقافية، ولا نخبة علمية، ولا قوة صناعية أو مالية، وأقزام المسرح السياسي الفرنسي الحاليين أقصر من أن تصل يدهم حبل النجاة... مع أنه ما من متبرع بذلك.
لا أكتب هذه "الخلاصات البائية" فرحاً بسقوط فرنسا... بل لأتساءل فحسب... هل فكرت النخب في المنطقة في التصرف من دون قوة لم تعد موجودة؟