كناش الجمعة/ د. محمد مني غلام

تم تشييد  المدرسة على أطراف الحي .. وقد ظلت بشكلها الغريب مصدر  خوف للماشية التي لم تتعود الا على الخيم مما يتسبب في شرود القطعان التي تمر عرضا من حولها  
وكان يوم الاكتتاب فيها يوما مشهودا لا أحد يريد أن يبدأ مصالحة مدرسة خاصمها وقاطعها لعقود لكن جرأة الزعيم الذي بدأ بتسجيل أولاده دفعت الآخرين لكسر حاجز الخوف 
ورويدا.. رويدا بدأت تاخذا صورة أكثر قبولا وأقل وحشية في عقول الكثير من  سكان الحي
وقد كان المعلم نفسه محط فضول الكثير من سكان الاحياء المجاورة والذين توافدوا لمعرفة ما إذا كان يصلي مع القوم وكانت دهشتهم كبيرة عندما سمعوه يتحدث بعداء عن ما يسميه  مرحلة الاستعمار ..
كان مرهقا لسكان الحي ان يتكيفوا مع عالم لم يألفوه ولم يعرفوه بما فيه الكفاية فقد بنوا كثيرا من مسلماتهم على ان ثمة محتل كافر وان مناصبته العداء ومقاطعته  هي من فروض العين التي لا خلاف عليها..
وفجأة اختفى هذا العدو وحلت محله هذه الحكومة ..اي لغز ترى هذه الحكومة ؟
كانت هناك أسئلة كبيرة تدور برأس الزعيم وهو يواظب على مواكبة بدا اليوم الدراسي كل يوم وكانت أسئلته تتزايد دون أن يجد جوابا لأي منها 
ترى ما الذي يحدث هل أصبحنا دولة مثل المغرب ومصر وتحررنا من فرنسا وإذا كان الأمر كذلك فلماذا تكون الحكومة محصورة على مجموعة  " املاز " ؟ لماذا لا يكون فيها امثال " م . س " مثلا انه رجل حكيم ومتضلع في أمور الدين..
ثم لماذا نستقبل ديغول في حفل الاستقلال اهو استقلال عنه ام به ؟ ولماذا يخطب رئيسنا في ذلك الحفل بلغة الاستعمار لا بلغة السيادة ؟ هل كتب استقلالنا بايد مرتجفة؟
ولماذا يرفض المستعمر ترك الجزائر رغم المقاومة الشرسة من شعبها ويمنحنا نحن الاستقلال بطيب خاطر مع بسمة عريضة على محيا زعيمهم صاحب القامة الفارعة " ديغول" 
ولماذا يلبس معظم أعضاء الحكومة لباسا مغايرا  للباسنا 
ترى مالذي يحدث ؟ 
أسئلة تلد أسئلة تجول وتصول في رأس الزعيم كل يوم وهو في طريقه لتهيئة  قاعة الدرس والاطمئنان على ان الامور على ما يرام ..
يتواصل