نزل العلامة المؤرخ المختار بن حامد رحمه الله ضيفا عند صديقه أباه ولد امينو "الرحاحليُّ" "في ليلة قرّ يصطلي القوس ربها" فأكرم وفادته، وقدّم له "فروة" تَقِيه برد تلك الليلة الشاتية، وأثناء حديثهما مازح المختار مضيفه أباه ولد امينو طالبا منه حلّ لغز استوحاه من تلك “الفروة” الوثيرة التي قدم له اباه، فقال مرتجلا:
ما رقعةٌ كُتبت بصفرة فرَوى ** عنها المُبرِّدُ والفرَّاء ما نَحَوا
تكفي الفتى كل كافات الشتا ومتى ** شَتَا الفتى لم يلابسها تراه تَوَى
إذا تَزَمّل في جلبابها خَصِرٌ ** أَثْوَتْهُ من حيثُ منها لا يُمَلُّ ثَوَى
مخضوبة الكفِّ لا تأبى وِصال فتًى ** بالشرك بالله تزهُو واتِّباعِ هَوى
ولستُ أحسب غيرَ أبّاهُ يفهمُ ذا ** إذ ليس يفهــــمه إلا فتى نَهوَا.
وكان اباه سريع البديهة، فلما انتهى المختار من قراءة الأبيات بادره اباه قائلا "أَثـَرْهَا لَفْرَيْوَ".