السرطانات تودي بحياة العشرات في كل شهر/ بشير ببانا

يقول أحد المتخصصين في الأمراض السرطانية في موريتانيا، إن السرطان يودي بحياة العشرات في كل شهر، وأن الإصابات تزداد يوميا بشكل مخيف ومرعب، والناس في سبات عميق !!..

يعود إلى ذهني حديثي هذا مع أحد الأخصائيين، كلما رأيت حكومة أو أي جهة سواء كانت رسمية أو خصوصية، تبذل جهدها وتسعى سعيا حثيثا إلى مواجهة هذا الوباء الفتاك والأكثر خطرا في تاريخ البشرية.

آخر تلك الجهود ما قامت به الجارة السنغال، حين وضع الرئيس ماكي صال، الأسبوع الماضي حجر الأساس لبناء مركز لعلاج جميع أنواع الأمراض السرطانية، بغلاف مادي يناهز 36 مليار أوقية قديمة.

عجبا ونحن طيلة عقود نصرف المليارات في مشاريع ثانوية، دون دراسات معمقة، وحتى بدون أهداف، بل الأدهى أننا لانجد لها أثرا على أرض الواقع، كيف وهي قد صارت في أرصدة ثلة قليلة تعبث بخيرات هذا البلد المغلوب على أمره.

ومع ذلك لايعدم في بلدنا من يسعى إلى الخير ويبذل الغالي والنفيس من أجل وضع حد لهذه المعاناة التي يستفحل خطرها يوما بعد يوم.

وفي حراك يتيم أطلق النائب البرلماني السابق، محمد يسلم عبد الله مبادرة «إيثار» للتكفل بمرضى السرطان، باذلا في ذلك ماله وجهده ووقته.

النائب لم يطلق مبادرة وجلس، بل شحذتها الهمة وصدقها الفعل، فركب الصعاب، وسافر إلى كل الفاعلين والمؤثرين في المجتمع، من علماء وفقهاء ومشائخ، ومفكرين وسياسيين، سعيا وراء حلم راوده قدميا؛ التكفل بمرضى السرطان.

يقول العلامة محمد فال (أباه) بن عبد الله، في رسالة كتبها للنائب؛ «إن مواساة المرضى ورحمتهم من حق المسلم على المسلم، وما ورد في عيادتهم من الثواب الجزيل كثير».

ويصف العلامة مبادرة النائب بأنها عمل نبيل وتجارة رابحة عند الله، مبرزا أهمية أعمال الخير و مساندة الضعيف والمريض وما في ذلك من الثواب والأجر عند الله.

بهذه الجهود استطاع النائب أن يحدث هبة شعبية في تعاطف ولفت انتباه الرأي العام حينها، لكنها للأسف كان مصيرها مثل عشرات الحملات التي تأخذ وقتا قصيرا ومساحة زمنية محدودة في عالمنا الافتراضي ثم تخبو وتضعف حتى تتلاشى دون أن تحدث أن نتيجة ملموسة على أرض الواقع.

جهود توجت بحصول النائب على ترخيص رسمي من وزارة الداخلية لجمعية إيثار للتكفل بمرضى السرطان؛ سيتم الإعلان عن إفتتاح أنشطتها مساء الجمعة المقبل في فندق موري سانتر بحضور شخصيات دينية وسياسية وعدد من قادة الجمعيات الخيرية في البلد.