فلمّا كان وسط الشيء أفضله وأعدله جاز أن يقع صفة، وذلك مثل قوله تعالى: { وَكَذلِكَ جَعلَنَاكُمْ أمَّة وَ سَطا} [البقرة:143] أي عدلاً، فهذا تفسير الوسط وحقيقة معناه، وأنه اسم لما بين طرفي الشيء وهو منه".
قال الزّجاج في قوله تعالى: {وَكَذلِكَ جَعلَناكُمْ أمَّة وَسَطا} [البقرة:143]: فيه قولان: قال بعضهم: أي عدلاً ، وقال بعضهم: خيارا، واللفظان مختلفان والمعنى واحد؛ لأن العدل خير والخير عدل.
قال في القاموس: (وسط الشيء محرّكة: ما بين طرفيه. قال: إذا رحلتُ فاجعلوني وسطا إني كبير لا أطيق العندا.
أي اجعلوني وسطاً لكم ترفقون بي وتحفظونني، فإني أخاف – إذا كنت وحدي، أومتقدما عليكم، أو متأخرا عنكم – أن تفرُط دا بّتي أو ناقتي، فتصرعني.
وفيه: الوسيط: المتوسّط بين المتخاصمين. وفي العباب: بين القوم. وُسُوط الشمس: توسّطها في السماء.
وواسطة القلادة: الدرة التي في وسطها، وهي أنفس خرزها.
ودين وسوط كصبور: متوسط بين الغالي والتالي. وواسط بلد بناه الحجاج بن يوسف الثقفي بين الكوفة والبصرة، ولذلك سميت واسطا لأنها متوسطة بينهما؛ لأن منها إلى كل منهما خمسين فرسخا .
وفي لسان العرب نحو ما في تاج العروس.
وقال الزمخشري في أساس البلاغة: خلاصة ما ذكرناه هنا: وسط، جلس وسط الدار، وضرب وسطه وأوساطهم ، وهو أوسط أولاده، وهي وُسطى بناته.
ووسط القوم، وتوسطهم: حصل في وسطهم. وتوسّطت الشمسُ السماء .
و وسطته القوم . وتوسّط بين الخصوم. و وسطتُه. وهي واسطة القلادة، ووسائط القلائد.
ثم قال: ومن المجاز: هو وسطٌ في قومه، وسطةٌ ووسيط فيهم. وقد وُسط وساطة،وهو سطٌ ووسطا: خيار. {وَكَذلِكَ جَعلَنَكُمْ أمَّة وَسَوطا} [البقدرة:143]. وقال زهير:
همُ وسطْ يرضىْ الأنامُ بحكمهم إذا نزلت إحدى الليالي بمُعظَمِ!
وقال أعرابي للحسن: علمني ديناً وسُوطاً، لا ذاهباً فروطاً، ولا ساقطاً سقوطاً !
ومن المعاني التي وردت في كتب اللغة عن الوسط والتوسّط، قولهم: توسّط فلان: أي أخذ الوسط بين الجيد والردئ. وهذا المعنى يستخدم عرفا. وهذا بعيد عن الوسطية التي نريدها؛ لأن وسطيتنا تعني خيارالشيء وأمثله وأفضله. فهي أشبه