في اعتقادي أن التهدئة السياسية بالنسبة لرئيس الجمهورية ليست عملا تكتيكيا آنيًا، بل هي أسلوب في الحكم ومنهج في التعاطي السياسي في كل أبعاده، ولا يعني بحال من الأحوال قتل الديموقراطية بتمييع الأغلبية وتذويب المعارضة، إذ من الطبيعي أن تظل هناك أغلبية تعمل وبقوة من موقعي الدفاع والهجوم على تسويق سياساتها وإبراز منجزها وتنفيذ برنامجها الذي انتخبت لأجله من طرف أغلبية الشعب، والبقاء على هذه الأغلبية معبأة وفق متطلبات الظرف والموقف، ومن الطبيعي أكثر ومن نفس المواقع (دفاعا وهجوما) أن تمارس المعارضة عملها في النصح والرقابة وتعبئة قواعدها بغية تحقيق غاياتها وأهدافها، وهو ما يعطي ساحة ديموقراطية حية وغنية، ومن الصراع الإجتماعي البناء في البرامج والمواقف والأفكار تتجسد سنن الله تعالى في أن البقاء للأصلح.
أما وضعية السير "تل على قبلة" أو "شرق على ساحل" فهي وضعية قد تريح بعض المصابين بالكساح السياسي لكنها لا توفر منظومة ديموقراطية قادرة على العطاء والبقاء.