هل يتسبب الدعم العسكري الإسرائيلي للمغرب في اندلاع الحرب مع الجزائر؟

على الرغم من تعبيرها المستمر عن استعدادها التام لذلك، فإن الجزائر لا تُخفي في الحقيقة مخاوفها من التعاون العسكري بين تل أبيب والرباط، الذي قد يشجع الأخيرة على خوض حرب ستكون عواقبها وخيمة على البلدين والمنطقة كلها بينما يتواصل الاحتقان بين الجارتين المغاربيتين الجزائر والمغرب، يرجح عديد من الأطراف أن احتمالية وقوع حرب بينهما بسبب الاختلاف حول عديد من الملفات الشائكة، ليس بالأمر المستبعَد، وإن كان عديد من الأطراف الإقليمية والدولية يدفع دون وقوع هذا السيناريو.

 

وتحدث في هذا السياق عديد من التقارير الإعلامية الأجنبية، التي ادعت بناء تحليلاتها على تصريحات أمنيين ومسؤولين من الجانبين، بأن الجزائر لا تخفي حقيقة تخوفها وقلقها المتنامي من تطور التعاون والتنسيق العسكري بين الرباط وتل أبيب خلال الفترة الأخيرة، الذي قد يغير موازين القوى، ويجعلها في موقف أضعف.

وكانت إسرائيل أبرمت عديداً من الصفقات مع المغرب في مجال التعاون العسكري، بعد توقيع الأخيرة اتفاقية تطبيع العلاقات. وزودت بذلك تل أبيب الرباط بمعدات وأسلحة عسكرية متطورة، أدت إلى تنامي قلق ومخاوف الجارة الشرقية.

الجزائر والمغرب على صفيح ساخن حسب تقرير صادر عن صحيفة "لوبينيون" الفرنسية فإن مصادر مقربة من الجيش الجزائري أكدت في تصريحات خاصة، أن "الجزائر لا تريد الحرب مع المغرب ولكنها مستعدة لذلك".

وأكدت المصادر ذاتها في حديثها مع الصحيفة أنه "إذا كان لا بد من الحرب مع المغرب، فيجب أن يكون ذلك اليوم، لأننا متفوقون عسكرياً على جميع المستويات، وقد لا يكون هذا هو الحال في بضع سنوات".

موضحة أن دعم إسرائيل للمغرب قد يغيّر الوضع في غضون فترة تقدر بثلاث سنوات، على حد تعبيره.

وعلى الرغم من تشديد بعض الأطراف الدولية وفي مقدمتها الولايات المتحدة، على ضرورة دراسة الجانب الإسرائيلي لتسليح المغرب، وعدم منحه أسلحة قد تسبب اختلال التوازن في القوى بينه وبين الجزائر، بخاصة في ظل الأزمة المحتدمة بينهما الممكن أن تنفجر في أي لحظة، فإن تل أبيب تجاهلت هذه التنبيهات، وأبرمت بمقتضى اتفاقية إبراهام مزيداً من الصفقات العسكرية الهامة مع الرباط.

وبينما تراقب الجزائر بارتياب التعاون العسكري المتنامي بين الجانبين، متخوفة على أمنها وسيادتها، اتهمت الرباط الجزائر في هذه الأثنانء بالتنسيق العسكري والأمني مع إيران.

وادعت مؤخراً السلطات المغربية، وجود جنود إيرانيين وجنود من حزب الله اللبناني، في قواعد للجيش الجزائري المتمركز على بعد كيلومترات من مخيمات اللاجئين الصحراويين بمنطقة تندوف، لمواجهة الجيش المغربي.

بدورها نفت الجزائر هذه المزاعم مؤكدة في تصريح رسمي أنها "مجرد نسيج من الأكاذيب السخيفة والمثيرة للضحك".

ولم يكن هذا الاتهام هو الأول من نوعه، في سلسلة التوترات الطويلة بين البلدين، ففي عام 2018 اتهمت المغرب السفارة الإيرانية بالجزائر في تقديم عناصر من حزب الله اللبناني الدعم لحركة البوليساريو.

وصرح آنذاك وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة قائلاً: "حزب الله أرسل مسؤولين عسكريين إلى البوليساريو، وزود الجبهة بالسلاح ودربهم على حرب المدن". وأضاف بوريطة أنه "لدى المغرب أدلة دامغة وأسماء وإجراءات محددة لتأكيد التواطؤ بين البوليساريو وحزب الله".

وأصرت في المقابل الجزائر على رفضها ونفيها الشديد هذه الادعاءات، وواصل البلدان سباقهما في التسلح، إذ إن العلاقة بين الجارتين على صفيح ساخن، وأي اختلال في القوى قد يغير معادلة الصراع تماماً.

بذلك تُفسَّر، وفق خبراء ومحللين، المخاوف المتنامية للجزائر من تسليح إسرائيل للمغرب، الذي قد يشعل فتيل حرب قوية في شمال إفريقيا.

التعاون المغربي-الإسرائيلي العسكري

في السياق ذاته، قالت صحيفة "لوبينيون" الفرنسية على ضوء ما كشف عنه المصدر الأمني من الجيش الجزائري، إنن “الأسلحة التي تثير قلق الجزائريين هي تلك المتعلقة بالحرب الإلكترونية والمسيّرات”.

من جانبه أفاد مؤخراً موقع "ديفنس نيوز" بأن "الجيش المغربي اشترى نظام الطائرات بلا طيار الإسرائيلي Skylock Dome". وكشفت وسائل إعلام محلية وأجنبية، أن شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية IAI حصلت على صفقة بقيمة 22 مليون دولار، لتزويد المغرب بطائرات بلا طيار من طراز "كاميكازي".

وتندرج هذه الصفقات في إطار اتفاقية "التعاون الأمني والدفاع المشترك" المبرمة بين الرباط وتل أبيب في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي والتي وصفها آنذاك وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس خلال زيارته المغرب، بالاتفاقية التاريخية.

ولم يوضح الجانب الإسرائيلي أي تفاصيل إضافية تتعلق بالاتفاق، واكتفى وزير الدفاع الإسرائيلي بالقول إن الاتفاق يشمل المجالات الأمنية والاستخباراتية، ويسمح بعقد صفقات أمنية وبيع معدات أمنية وعسكرية للمغرب، وإجراء تدريبات عسكرية مشتركة معه.

وأوضحت تقارير إعلامية إسرائيلية أن الاتفاق سيسمح للمغرب باقتناء معدات عسكرية إسرائيلية متطورة جداً.

وبينما تمضي الجارتان المغاربيتان قدماً في سباق التسلح، يتساءل كثيرون عما إذا كان دخول إسرائيل على الخط، وتعاونها الدفاعي والأمني مع المغرب، سيجعل سيناريو الحرب أمراً وشيكا.

نُقل التقرير من موقع TRT عربي