متحورأوميكرون أقل خطرا لأنه لا يتسلل إلى النسيج الرئوي (ترجمة / الفكر) 3/3

الصورة من تصميم جواهر النعيمي/ الجزيرة

اعتبارات فردية : علاج مرضى كوفيد من المنزل

عندما يأتي مريض يعاني من الإصابة بكوفيد-19، يتوجب علي تقييم الحالة  حتى أقرر ما إذا كانت درجة خطورتها تستوجب نقل المصاب إلى المستشفى، أم أنه يمكن التعامل مع الحالة في المنزل بشكل آمن. القرار في مثل هذه الحالة يكون قرارا صعبا، خصوصا أننا نتعامل مع فيروس مستجد، تماما يظهر بطرق لا تعد ولا تحصى و يؤثر على الناس بأشكال مختلفة

 عند اتخاذ القرار بمعالجة المريض من المنزل، يجب علي كطبيب معالج، وضع شبكة أمان حول المصاب تمكنني من مراقبة وضعيته وتنذر مبكرا بأي تدهور في الحالة. في العادة أنصح جميع  مرضاي المصابين بكوفيد _19، باقتناء جهاز قياس الضغط/الاكسجين الأصبعي (Finger Puls Oximeter)، وهو جهاز صغير يوضع حول الاصبع ويقيس مستويات الاكسجين ومعدلات الضغط الشرياني؛ تكلفة الجهاز تترواح بين 20 و 50 دولار.

يمكن لفيروس كوفيد أن يتسبب في ضرر بالغ للرئة مسببا مشالك في التنفس، وقد يكو هذا الضرر خبيثا بحيث يبقى صامتا حتى يصل إلى مراحله الأخيرة. فمستويات الاكسجين في الدم قد تهبط إلى درجات خطيرة بشكل تدريجي دون أن ينتبه المريض أو من حوله لأن الجسم لديه قدرة على التأقلم مع الانخفاض البطيء في الاكسجين؛ وأعراض قصر النفس قد لا تظهر إلا في وقت متأخر.

جهاز قياس الضغط/الأكسجين والذي يمكن شراؤه عبر الانترنت أو من أغلب الصيدليات، يتيح قياس مستويات الأكسجين في الدم ويقدم إنذارا في حالة انخفاضها بشكل خطير، من أجل المساعدة و التدخل؛ ويعتبر هذا الجهاز ذا أهمية بالغة لذوي الوضعيات الصحية الخاصة أو من هم فوق 60 سنة، والذين تأكدت إصابتهم بفيروس كوفيد، لأن هذه الفئة أكثر تعرضا لخطر تدهور الإصابة.   

يقيس جهاز oximeters أكسجين الدم بالنسبة المئوية؛ وتتراوح القيم الطبيعية لأكسجين بين 94 و 100 في المائة. و أنا شخصيا أنصح المريض بطلب المساعدة الطبية إذا وصل معدل الاكسجين في الدم إلى ما بين 93 و 94 %، و يطلب العناية الطبية المستعجلة إذا انخفضت النسبة إلى 92%؛ هذا بالنسبة للأشخاص الطبيعيين. والأمر يختلف بالنسبة لمن لديهم وضعيات صحية خاصة فهولاء يتوجب عليهم التعود على المعدلات الخاصة بهم ؛ وعلى العموم فإن أي انخفاض في مستوى الاكسجين بنسبة 3%، عن المعتاد، يجب إبلاغ الجهات الطبية به.

 يعاني الجهاز من ضعف فيما يتعلق بأصحاب البشرة السوداء و الملونة حيث تعتبر قياساته أقل دقة، و بالتالي قد يعطي تطمينات كاذبة في هذه الحالة؛ وأنا أنصح مرضاي الذين يشعرون بعدم تناسب بين شدة الأعراض والنسب التي يعطيها الجهاز لأكسجين الدم، فيشعرون بتدهور الحالة شديد في الحالة مع قراءة  طبيعية لنسبة الاكسجين، أن يبادرو بطلب المساعدة الطبية.  

لقد حققت نجاحا نسبيا من خلال الاعتماد على مقياس الضغط/الاكسجين وتقديم الرعاية  لمرضى كوفيد في المنزل؛ وفي ظل تزايد أعداد المصابين، وتجدد أساليب ونظم الرعاية الصحية، فيمكن القوا أن هذا الجهاز يستحق التجربة؛ طالما أنه من الممكن تقديم الرعاية الصحية للمصابين في بيوتهم بشكل سليم و آمن.

من أسئلة القراء: هل لمتحور أومكرون أعراض جديدة ؟

تختلف أعراض الصابة بكوفيد  من شخص لآخر، إلا أنه غدى من الواضح أن الاعراض الأصلية من  ارتفاع درجة الحرارة/الحمى، سعال مستمر، فقدان حاستي الشم و التذوق، صارت بحاجة إلى تحديث مستعجل. 

في نشرة بحثية بريطانية تدعى  ZOE COVID Study، تمت دراسة وتحليل البيانات المتعلقة  بمسار الإصابة وتطور الأعراض لدى  أعداد كبيرة من المصابين بأومكرون في لندن؛ وتم اختيار لندن نتيجة التفشي الكبير لمتحور أومكرون مقارنة بالمناطق الأخرى داخل بريطانيا.

وتم تصنيف الأعراض التالية كأبرز خمس أعراض

  1. سيلان الأنف (الرشح)
  2. آلام الرس
  3. التعب (إما متوسط أو شديد)
  4. العطاس
  5. التهاب الحلق

الدكتورة أنجليك كويتزي(@CoetzeeDr) من جنوب افريقيا و التي كانت أول من أطلق صافرة الإنذار بظهور أومكرون، ذكرت أن مرضاها الذين ظهرت لديهم إصابة بأومكرون، ظهرت عليهم أعراض جديدة من بينها حكة في الحلق، وتعرق ليلي؛ بالإضافة إلى التعب الشديد وآلام العضلات.

من الواضح أن أعراض أومكرون، نختلف عن أعراض الإصابة بالمتحورات الاصلية؛ فإذا أردما أن نتمكن من تتبع أعداد المصابين و المساهمة في الحد من انتشار الفيروس، فيتحتم على  الجميع على معرفة الأعراض المستجدة ليتمكنوا من إجراء الكشف و العزل الذاتي في الوقت المناسب. وحتى ذلك الوقت سيظل من المرجح أن نشهد المزيد من تفشي فيروس أومكرون.

 

المصدر: الجزيرة الإنجليزية