نسائم الإشراق، الحلقة رقم (1821) 17 فبراير2022م، 15رجب الفرد 1443هـ، فقه الوسطية الإسلامية والتجديد، معالم ومنارات، الشيخ يوسف القرضاوي، الحلقة رقم (98)

قال ابن المنيّر: في هذا الحديث علم من أعلام النبوة، فقد رأينا، ورأى الناس قبلنا: أن كل متنطّع في الدين ينقطع. اهـ.، قال في "الفتح"  وليس المراد منع طلب الأكمل في العبادة، فإنه من الأمور المحمودة، بل منع الإفراط المؤدي إلى الملال، والمبالغة في التطوّع المفضي إلى ترك الأفضل، أو إخراج الفرض عن وقته، كمن بات يصلي الليل، ويغالب النوم إلى أن غلبته عيناه في آخر الليل، فنام عن صلاة الصبح، أي عن وقت الفضيلة إلى أن خرج الوقت. وفي حديث محمد بن الأذرع عند أحمد: "إنكم لن تنالوا هذا الأمر بالمبالغة، وخير دينكم أيسره" [رواه أحمد في المسند (15936)، وقال مخرّجوه: إسناده حسن].  وقد يستفاد من هذا الإشارة إلى الأخذ بالرخصة الشرعية، فإن الأخذ بالعزيمة في موضع الرخصة تنطّع، كمن يترك التيمم عند العجز عن استعمال الماء فيفضي به استعمال الماء إلى حصول الضرر.. وليس في "الدين" على هذه الرواية إلا النّصب. وفي رواية: "ولن يشاد الدينُ إلا غلبه"، بإضمار الفاعل للعلم به، وحكى صاحب المطالع أن أكثر الروايات برفع "الدينُ" على أنّ  يشادّ مبني لما لم يسم فاعله وعارضه النووي بأن أكثر الروايات بالنصب. قال ابن حجر: ويجمع بين كلاميهما بالنسبة إلى روايات المشارقة والمغاربة [فتح الباري (1/94) نشر دار الفكر بيروت].