صحفية نيوزلندية حامل ...خذلتها أوروبا ونيوزلندا وآوتها حركة طالبان (ترجمة موقع الفكر) 1/2

تقطعت السبل بالصحفية النيوزلندية  ومراسلة الجزيرة الإنجليزية السابقة  شارلوت بيليس في أفغانستان حين أخفقت كل محاولاتها  في تأمين طريقة للرجوع إلى بلادها بسبب القيود الصارمة للحجر الصحي لعدة شهور ومع أنها أبدت ارتياحا كبيرا لحصولها على فرصة للعودة أخيرا، إلا أنها مازالت مستاءة من التجربة المريرة التي مرت بها وشاركت بعض تفاصيلها  على مواقع التواصل الاجتماعي وفي صفحات عدة أجنبية و شاشات القنوات العالمية، الأمر الذي تسبب في تعاطف كبير و استهجان واسع لتصرف حكومة بلادها

وقالت  بيليس " نحن سعداء جدا للعودة إلى الوطن لننعم بدفء العائلة والأقارب و الاصدقاء في هذا الوقت العصيب"

وشكرت بيليس مواطنيها النيوزلنديين لمؤازرتهم لها في المحنة وأعربت عن شعورها بخيبة الأمل مما جرى، وقالت : " سأستمر في الكفاح ومواجهة  الحكومة النيوزلندية حتى  تجد حلا لمشاكل الحدود وتوفر الحماية و الأمان وتحمي حقوق جميع المواطنين في الداخل والخارج

وأوضحت بيليس- في وقت سابق- إبان وجودها في أفغانستان أنها تشعر بالخطر على حياتها وحياة جنينها حيث أنها قد تضع جنينها في أي وقت وتخاف أن يكون في ذلك خطر على حياتها وحياة جنينها بسبب تدني الخدمات الصحية في افغانسان.

وكانت  بيليس قد نشرت فصولا من قصة المعانات التى عانتها وقالت:

" اسمي شارلوت بيليس من كريس تشيرش في نيوزلندا، لكني أقيم حاليا في افغانستان، ومن الوارد أنكم تعرفت علي  بوصفي تلك الصحفية التي وجهت سؤالا لقادة طالبان في مؤتمرهم الصحفي الافتتاحي عما سيقومون به لحماية حقوق النساء والفتيات الأفغانيات في التمدرس و العمل" وتضيف بيليس: " ما لا يعرفه أحد ولا أنا  حينها  أني حملت بفتاة بعد أسبوع فقط من ذلك المؤتمر الصحفي"

وكانت بيليس اكتشفت حملها بعد فترة يسيرة من ظهورها في الإعلام العالمي وهي توجه سؤالا لقادة طالبان حول معاملتهم للنساء و الفتيات وذلك صيف العام المنصرم 2021، إبان انسحاب الجيش الأمريكي  ومن المنتظر أن تضع مولودها مايو القادم؛

"أخبرني أطباء من سنوات ولأكثر من مرة أنني عقيم ولن أنجب. تقبلت الوضع وانهمكت في عملي. فقد تم ابتعاثي من قبل  قناة الجزيرة الانجليزية كمراسلة من الدوحة- حيث كنت أقيم - إلى أفغانستان.

بعد عودتي إلى الدوحة في سبتمبرالماضي، أدركت أني ربما تأخرت قليلا حيث بدأت أشك في أن لدي أعراض حمل لم أستطع التصديق بداية وقلت هذا مستحيل؛ ورجحت أنها ربما تكون أعراض بسبب التوتر و الإرهاق  الذي تعرضت له خلال الأشهر الأخير.

ذهبت إلى إحدى الصيدليات وطلبت عدة كشف عن الحمل بحجة أني أريده لصديقة لي؛ عدت إلى المنزل، أجريت الفحص واتصلت بأمي و أخبرتها بأني حامل."

"لاحقا أخذت موعدا مع اختصاصي أمراض النساء وعند مقابلته كان السؤال الأول عن اسمي و السؤال الثاني عما إذا كنت حاملا؛ شعرت بالتوتر. و أجبته بالنفي وذكرت أنني جئت فقط لإجراء كشف طبي روتيني؛ وسألته هل ستطلب لي الشرطة إذا كنت حاملا، فأجاب بأنه لن يستدعي الشرطة ولكنه لن يكون قادرا على معاينتي و تقديم الرعاية الصحية لأن قوانين قطر تحرم الحمل خارج الزواج، و أخبرني بأنه يتوجب علي ان أكون متزوجة أو ان أغادر البلد في أسرع وقت."

"تخيلي أن تكوني مقيمة في قطر وحامل من غير زواج  وشريكي جيم والد الجنين ومصور نيويورك تايمز موجود في أفغانستان ولا يمكنه مغادرتها حينها و أنا غير قادرة على العودة إلى بلدي نيوزلندا."

"بالاتفاق مع جيم العالق في كابول قررنا أن نبقي كل شيئ طي الكتمان حتى أغادر قطر و أشعر أنني في أمان، وأن أحاول الحصول على حجز ضمن برنامج إدارة العزل و الحجر الصحي النيوزلندي (MIQ). بدأت على الفور مساعي الحصول على فرصة في ال MIQ، للعودة إلى نيوزيلندا. وبموازات ذلك كنت أستيقظ الساعة الثالثة صباحا، أفتح جهازالكومبيوتر وأجرب حظي من خلال يناصيب برنامج االعودة إلى نيوزلندا لعلي أحظى بفرصة. استقلت من عملي في الجزيرة الإنجليزية في نفمبر 2021 لأتفرغ لهذا الأمر وهكذا فقدت مصدر دخلي وتأميني الصحي وإقامتي. عند تقديمي للاستقالة طرحت على عدة أسئلةمن قبيل  "لماذا الآن؟" "لماذا تغادرين القناة؟"، "هذا غير منطقي؟" وكان من الواضح أن  ردودي غير مقنعة."

"حصل بعض الهدوء لاحقا حين أعلنت الحكومة النيوزلندية أنها ستفتح حدودها أمام مواطنيها للعودة نهاية فبراير. الوقت كان مثاليا حيث سأكون حينها في الاسبوع 29 من الحمل، وسأتكمن من العودة ووضع ابنتي في نيوزلندا في مايو؛ كما سيفتح المجال للأجانب للقدوم إلى نيوزلندا نهاية ابريل، لينمكن جبم والد ابنتي من القدوم لحضور الولادة. لقد حجزنا رحلاتنا للعودة إلى الديار، لأضع ابنتي على يدي قابلة من مدينتي كريس تيرش، مسقط رأسي."

 

وقد فكرت بيليس وشريكها في مكان يقضيان فيه الأشهر التي تفصلهم عن موعد السفر إلى نيوزيلندا،  حيث غادرت  مع شريكها جيم هيلبروك إلى مسقط رأسه بلجيكا لكنه لم يكن المكان المناسب

يتواصل.....................

المصدر: صحيفة الديلي ميل + هيرالد نيوزلندية

يتواصل