صحفية نيوزلندية حامل ...خذلتها أوروبا ونيوزلندا وآوتها حركة طالبان (إعداد وترجمة موقع الفكر) 2/2

في العمود الذي نشرته في صحفية هيرلد النيوزلندية تحدثت مراسلة قناة الجزيرة الإنجليزية -سابقا- ـشارلوت بيليس عن تفاصيل ما جرى بينها وبين ممثل طالبان حيث أخبرته  بأنها كانت على علاقة غير شرعية مع جيم إبان وجودهما في أفغانستان فأجابها بأنهم لا يتدخلون في الحياة الخاصة والمغلقة للأجانب، و أنهم يحترمونها وشريكها؛ فتابعت حديثها بعصبية قائلة: " حسنا، أنا الآن حبلى ولا أستطيع العودة إلى بلدي بسبب الإجراءات الاحترازية، فهل هناك مشكلة في عودتي إلى كابول" فرد عليها المتحدث قائلا: "نحن سعداء باستقبالك، يمكنك القدوم ولن تواجهي أي مشكلة، فقط أخبري من تلتقينهم هنا بأنك متزوجة وعند حدوث أي إشكال يمكنك إبلاغنا فورا، كل شئ سيكون على مايرام".

وتتابع بيليس في دهشة قائلة: " عندما توفر لك طالبان ملاذا آمنا وأنت امرأة أجنبية حامل وغير متزوجة فاعلمي أنك في وضع عبثي تماما".

وتضيف بيليس: "بعد ذلك بفترة قليلة تم تأجيل فتح الحدود  الذي كان مقررا في فبراير كما تم تعليق فرصة "اليناصيب" التي قدمت عليها سابقا، وشعرنا بالإنهيار و الصدمة، ولم يعد لدينا سبيل سوى التقديم على برنامج إدارة الحجر والعزل الصحي ضمن الحالات المستعجلة.

لقد قرأنا كثيرا من القصص المرعبة عن النساء الحوامل اللائي تم رفض اعتبارهن حالات طوارئ، ولم يتمكن من الحصول على مكان ضمن لوائح العائدين".

وكانت  نيوزلندا خططت للسيطرة شبه التامة على تفشي فيروس كورونا خلال فترة الجائحة، وإبقاء معدلات الإصابة في حدودها الدنيا وقد سجلت 52 وفاة جراء الوباء من أصل 5 ملايين هي مجموع السكان

لكن الاشتراطات التي وضعت لذلك -والتي من بينها أن القادمين حتى من المواطنين النيوزلنديين يقضون 10 أيام في فنادق للعزل تحت إشراف الجيش- سببت  تراكم آلاف الطلبات للحصول على فرصة للعودة،

في ذات السياق قال نائب رئيس الوزراء النيوزلندي Grant Robertson إن كوفيد -19 أدى إلى حرمان الكثير من النيوزلنديين من العودة إلى بلادهم للمشاركة في جنائز أو أعراس أو حتى لوضع مواليدهم.

وأضاف: " هذا أمر صعب وقاس فإجراءات إدارة العزل و الحجر الصحي تم وضعها لسبب وجيه، ونجحت بشكل كبير؛ حيث ساعدت قطاع الصحة العمومية على القيام بدوره في مواجهة الحائجة وحدت بشكل كبير من الوفيات؛ إلا أنها تسبب الكثير من العسر والمشقة للكثيرين خارج الحدود ويريدون العودة إلى بلادهم نيوزيلندا".

ونوهت بيليس أغلى أنه رغم كل الجهود التي بذلت و التقارير و التحاليل الطبية التي راسلت بها الحكومة النيوزلندية، والتي تبين مدى المخاطر الصحية التي تتعرض لها باعتبارها حاملا في أفغانستان، كل ذلك لم يفلح في إقناع الحكومة بمنحها فرصة العودة إلى نيوزلندا وفق إجراءات الطوارئ؛ وقالت: " تلقينا بريدا ألكترونيا من الحكومة النيوزلندية بالرفض صباح يوم  الاثنين 24يناير".

 

وفي ختام روايتها تقول بيليس: " في اليوم الذي تم فيه  إبلاغي برفض طلبي من بلدي وقفت بجوار نافذتي في موجة من البكاء، وكنت أرمق ثلوج كابل تغطي أسطح المنازل؛ لم أشعر بخيبة الأمل وفقدان الثقة بقدر ما شعرت بالخيانة و الخذلان، ففي وقت حاجتي وضيقي تقول حكومة بلادي إنني لست موضع ترحيب. أشعر أنه أمر خارج حدود المنطق وأنا أكتب هذه الأسطر؛ لهذا السبب بكيت. لقد ظننت أنها أفضل من هذا؛ أرجو أن لا يحدث هذا مرة أخرى؛ لقد رجعت بالتفكير إلى أغسطس الماضي، وكيف أن الامر كان سخيفا وعبثيا، أن أوجه سؤالا إلى طالبان عما سيقومون به لحماية حقوق النساء و الفتيات، وأنا الآن أوجه نفس السؤال إلى حكومتنا في نيوزلندا".