الدكتور أحمد بن السيد في لقاء مع موقع الفكر: تدبير الأمراض المزمنة (الحلقة الرابعة)

الدكتور أحمد السيد

نرحب بكم قراءنا الكرام في هذه الحلقات التي نقدم من خلالها تنويرا صحيا يتعلق بأمراض الكلى مع الدكتور المختص في أمراض الكلى أحمد ولد السيد، فأهلا وسهلا بكم ومرحبا في هذا اللقاء الذي يتناول تدبير الأمراض المزمنة، وإلى نص الفقرة الأولى من هذا اللقاء التنويري الصحي:

الدكتور أحمد بن السيد: بسم الله الرحمن الرحيم، في البداية أقول إن الأمراض المزمنة بشكل عام  تطلق على الأمراض التي تأخذ وقتا طويلا من الزمن، وعلى الأغلب تلك التي تأخذ علاجا أكثر من ثلاثة أشهر بدون تحسن أو بدون شفاء، وهي أمراض كثيرة وعديدة ولكن الأهم والشائع منها وعلى رأسها القصور الكلوي المزمن وعلى رأسها أيضا السكري ومرض الضغط وبعض أمراض الغدد وأمراض الصدر المزمنة خاصة الربو والأمراض العصبية كذلك والصرع وقصور الكبد كذلك وأخيرا السرطانات التي يعتبر بعضها امراضا مزمنة، وبالتأكيد هناك أمراض أخرى كثيرة مزمنة لا يمكن حصرها في هذا الحديث.

من المهم جدا للشخص المصاب بالمرض المزمن أن تكون لديه ثقافة معينة عن مرضه وأن يقرأ أو يسأل عنه لأنه كلما كانت جوانب المرض معروفة لدى صاحبه فإن ذلك يساعده على تجاوز الكثير من الصعوبات وعلى التوافق والملاءمة مع المرض وعلى تقبله وهذا أمر مهم، ومن المهم أيضا للمقربين من أصحاب الأمراض المزمنة أن يكونوا على دراية بذلك حتى يمكنهم ذلك من مساعدته على تجاوز الصدمة والملاءمة مع المرض والبقاء عضوا فاعلا في المجتمع.

 فالأمراض كما تعلمون لها تطورات متلاحقة ومتسارعة ومفاجئة  ولذلك لدى المصابين بالأمراض المزمنة لديهم أمل دائم أن يكون اكتشاف لعلاج مرضهم.

المصاب بالأمراض المزمنة من اللازم له أن يتفهم مرضه وأخطر شيء يصاب به أصحاب الأمراض المزمنة هو عدم تفهمهم لذلك فلابد للمريض أن يتقبل ذلك ويعلم أنه جزء من ابتلاء الله سبحانه وتعالى له وأنه قد يكون خيرا اختاره الله له فتقبله والصبر عليه قد يخفف نفسيا على الإنسان المصاب، والتخفيف النفسي عامل هام من عوامل نجاح العلاج وعدم انعكاس هذا المرض سلبيا على أداء الشخص، لأن الإنسان فاعل في الحياة وعامل ومنتج فيها ولذلك من اللازم له أن يحتفظ بمزاج معتدل حتى يواجه مرضه بالشجاعة الكافية ورباطة الجأش فالكثير ممن لا يتقبلون المرض بنفسية عالية ويواجهونه بالتوتر والاكتئاب سينعكس ذلك على تعاملهم الاجتماعي مع غيرهم.

ومن المهم أيضا لأهل المريض وأقاربه فهم طبيعة مرضه وأن يساعدوه (وخاصة في المراحل الأولى) على التغلب على الصدمة التي هي ناجمة عن اكتشاف المرض لديه.

يبقى سؤال حول ما هي خصائص الأمراض المزمنة؟

الجواب أن هناك مجموعة من الخصائص الكبيرة منها:

-أن صاحبها مصاب بأمراض مستمرة معه مدى الحياة

-أن علاجها مستمر فاستمرارية المرض تعني استمرارية العلاج وذلك هو الذي يجعل المريض في حالة توازن وليس معنى التوزان أن نتغلب على المرض وإنما ألا يستسلم المريض للمرض حتى لا يفتك به.

-أنه يحتاج حمية خاصة ومعنى ذلك أن الإنسان يجب عليه تجنب بعض الأشياء وهذا هو الذي تحدثنا عنه في القصور الكلوي المزمن من أنه يلزم المصاب به تجنب كثرة الشرب.

-أنها أمراض مكلفة لأنها تحتاج إلى مواظبة على العلاج وتحتاج كذلك إلى ميزانية خاصة لأن المريض يحتاج شراء أدويته بحيث لا تنقطع أبدا لأن انقطاع بعضها أمر خطير على حياة المريض.

 

للاستماع إلى الملف الصوتي للقاء اضغط  هنا