هموم ومطالب في انتظار بعثة الحزب الحاكم إلى ولايات الشمال   بقلم :حمود اكليد

هموم ومطالب في انتظار بعثة الحزب الحاكم إلى ولايات الشمال  حمود اكليد

في حدود السادسة مساء كانت دار البلدية تحتضن تقاطر الرجال و النساء من اجل الحضور لمهرجان الحزب. بدت عاصمة الولاية بحجارتها الجميلة في النهار و أضواءها الباهتة في الليل تحمل همومها و كأنها تعرضها لكل زائر جديد.
فالشكوي و البحث عن المزيد من ما يمكن ان ينفع الولاية سمة هذه الايام.
كانت نظرات المفوض السابق لامن الدولة تتفحص الحضور يمينا و شمالا ربما يبحث عن سر لا يعلمه الا هو.
فالرجل لم يغير هيئة جلوسه طوال وقت ما قبل صلاة المغرب. فثمة سكينة تنم عن كنز من المعلومات لتجربة عاصرت أكثر الانظمة الموريتانية عمرا للمسار السياسي في الوطن. علي الرغم من انه ابن قريتي التاريخية لم اراه بأم عيني قبل هذه اللحظات. 
فجأة يأخذ الرجل الكلام بعد الكثير من المداخلات  فالبنسبة له قد شخص الكل الواقع.
فالنخيل انتهي و لا بد من تدخل استعجالي. 
الواحات النموذجية في اماكن ليست استراتجية لا يوجد بها  سوي الحيوانات السائبة .
 فقصة السد الذي أثر تأثيرا بالغا علي المنطقة انتهت الي ما هي عليه.  ان أي لجنة برلمانية كفيلة بان تقوم بمعاينة لتقويم ما يقوم به المسؤول. وان  كانت المراقبة هي من  تلعب دورا كبيرا في كل أداء.
فالملايين التي انفقت ليس لها اثر في الوديان، بل  تعتقد بان ليست هناك دولة.   
 موظفون سامون، رجال اعمال،  أطر مثقفون،  رسميون  سابقون،  و مواطنون متسيسيون من جميع فيئات المجتمع.
فمن وقت لآخر تبدأ مشادات متشنجة ما تلبث ان تنتهي او يترجل احد الحضور لانهائها. 
درجة جديدة من اللانظام و الفوضي تطبع الطبقة الجديدة من المتدخلين في المجال السياسي. 
انه نوع من الاحتجاج و البحث الدائم عن الظهور و اللمعان السياسي او ان شئت المشاركة في اقتسام الكعكة. 
يتخلل اسماع الحضور الكثير من عبارات المجد و الكبرياء.  فذلك شكل  من الأبهة و الصولجان لدي بعض الحاضرين علي الرغم من الكلمة التي وجهها رئيس الوفد الرسمي للحزب اتجاه الدور التاريخي للولاية فيما يخص استقلال البلاد و ما يميز طابعها الاجتماعي منذو نعومة اظافر مدينة شنقيط.
فالحضور يحي ذلك التدخل الانساني لنائب مقاطعة بئر ام اكرين بل يتعدي ذلك الي حاضتنه الاجتماعية علي ما يفعلون من خير للاسر الفقيرة منذو سنتين. فالمياه و التعليم و الصحة و الزراعة و السدود و الطبقات الهشة  و قطاعات حيوية أخري  كان النصاب الأوفر من النقاش حولها. 
طريق معبدة في شنقيط و اصلاح لطريق ودان لم يخطر علي بال احد ان ثمة طريق من شوم بولنوار كان يجيب ان يكون. انه شريان حياة للشمال كلها لو تم القيام به. 
تعود مشاكل المعاش من جديد فالبطالة و الظروف المعيشية الصعبة يقضي عليها عدم توفير المياه.
ان الحل الوحيد هو اخذ مياه النهر في اتجاه بئر ام اكرين ان ذلك سيوفر الماء لميزة ادرار فالنخلة هي آصالة هذه الأرض و ثقافتها. 
ان هجرة الادمغة من الولاية و عدم تدخل المنظمات الدولية سبب مشاكل لا نهاية لها. 
فمعرض الصناعة التلقيدية في مخيمه لا يزوره زائر و ان كان احد منتسبيه يدعو البعثة لزيارته. فهذا المعرض لا مقر له علي الرغم من الولاية سياحية. 
لا بد أن رئيس البعثة سيجد ما يسيل مداد قلمه الذي لا يكاد يتوقف حتي يبدأ من جديد.
في ختام ذلك اللقاء كان رئيس  الوفد الذي يتشكل من خمسة  نواب ان لم تخن الذاكرة لا يقدم التزاما بحل كل ما هو مطروح لكنه يفتح الباب لدراسة كل ذلك و جعله امام الجهات المعنية كل فيما يخصه. فمن اهم ما يقوم به هو الوقوف علي مشاريع متعطلة او قيد الانجاز حتي يتم الدفع بها الي الامام.
فكل حزب سياسي يقود نظام دولة تقع عليه مسؤولية كبيرة حتي يشعر المسؤول بانه مراقب من الجميع. و بالتالي يفتح الادارة علي مصراعيها للمواطن الذي هو المستهدف اولا و اخيرا. 
هكذا سيكون الذهاب الي ازويرات في اليوم الموالي  لعل الحظ يفتح  لاكصير الطرشان شوم في طريق العوة توقفا يفتح هو الاخر مجالا لطرح ما يمكن طرحه من المشاكل . فالمراكز الصحية علي الطريق و هي خاوية من اي تجهيزات تذكر بالاضافة الي امور اخري تختزنها ذاكرة الساكنة هناك.
 طيب الله اوقاتكم