نسائم الإشراق، الحلقة رقم (1858) 27 مارس2022م، 24شعبان1443هـ، فقه الوسطية الإسلامية والتجديد، معالم ومنارات، الشيخ يوسف القرضاوي، الحلقة رقم (136)

ليس إسلام الغلاة الذي ينفر ولايبشر:

وفي مقابل هؤلاء أناس يقدّمون الإسلام في صورة تقشعرّ من هولها الجلود، وترتعد من قساوتها الفرائص، وتوجل من ذكرها القلوب.

إنه إسلام الغلاة والمتنطّعين، الإسلام الذي يدعو إلى (الجبرية) في العقيدة، و(الشكلية) في العبادة، و(السلبية) في السلوك، و(السطحية) في التفكير، و(الحرفية) في التفسير، و(الظاهرية) في الفقه، و(المظهرية) في الحياة!

إنه الإسلام المقطّب الوجه، العبوس القمطرير، الذي لا يعرف غير العنف في الدعوة، والخشونة في المجادلة، والغلظة في التعامل، والفظاظة في الأسلوب.

إنه الإسلام الجامد كالصخر، الذي لا يعرف تعدد الآراء، ولا يعترف بتنوع الاجتهادات، ولا يقدرّ إلا الرأي الواحد، والوجه الواحد، ولا يسمع للرأي الآخر، ولا للوجهة الأخرى، بل يرى أحدهم أن رأيه صواب لا يحتمل الخطأ، وأن رأي غيره خطأ لا يحتمل الصواب.

إنه الإسلام الذي لا يكاد يرى في الإسلام إلا التشريع، ولا يكاد يرى في التشريع إلا الحدود والعقوبات.