نسائم الإشراق، الحلقة رقم (1877) 15 أبريل2022م، 14رمضان 1443هـ، فقه الوسطية الإسلامية والتجديد، معالم ومنارات، الشيخ يوسف القرضاوي، الحلقة رقم 155

 أما المُجدد له، كما بين الحدديث، فهو (هذه الأمة)، وهي الجماعة المحمدية، كما قال المناوي: وأصل (الأمة) الجماعة، مفرد لفظاً، جمع معنى، وقد يختص بالجماعة الذين بعث فيهم نبي، وهم باعتبار بعثته فيهم، ودعائهم إلى الله، يسمون (أمة الدعوة)، فإن آمنوا كلاً أو بعضاً، سُمّي المؤمنون (أمة الإجابة)

 وهم المراد هنا، بدليل إضافة الدين إليهم في قوله: "دينها"1.

فكلمة (لهذه الأمة) إشارة إلى أمة الإسلام، أمة الإجابة، على امتداد قرونها وأجيالها، كأنّ النبي صلى الله عليه وسلم يستحضرها أمامه، ويشير إليها بقوله: (هذه

الأمة).

وهي الأمة المذكورة في القرآن الكريم، في قوله تعالى: {وَكَذلِكَ جَعلنَاكُمْ أمَّة

وَسَطا} [البقرة:143]، {كُنْتمْ خَيْرَ أمَّةٍ أخْرِجَتْ لِلناَّسِ} [آل عمران:110].

أمة مسلمة واحدة:

ولا يعرف القرآن  ولا السنة أمة غير الأمة الإسلامية، وهي أمة واحدة كما أمر الله تعدالى،  وإن اختلفت أجناسها وألوانهدا وأوطانها: {إِنَّ هَذِهِ أمَّتكُمْ أمَّة وَاحِدةَ  وَأنَا رَبكُمْ فاَعْبدوُنِ } [الأنبياء:92]، {وَأِنَّ هَذِهِ أمَّتكُمْ أمَّة وَاحِدةَ  وَأنَا رَبكمْ فَاتقَّوُنِ}

[المؤمنون:52]. ولا يجوز أن نقول كما يقول بعض الناس: (الأمم الإسلامية) ،فليس في الإسلام (أمم)، بل (أمة) واحدة، ولكن هناك (شعوب) إسلامية (داخل هذه الأمة).