نسائم الإشراق، الحلقة رقم (1878) 16 أبريل2022م، 15رمضان 1443هـ، فقه الوسطية الإسلامية والتجديد، معالم ومنارات، الشيخ يوسف القرضاوي، الحلقة رقم (156)

التجديد المطلق الكامل:

والتجديد المطلق الكامل هو الذي يغطّي مساحة الأمة الإسلامية كلها، ويؤ ثرفيها جميعاً، كما أن التجديدد الكامل هو الذي يشمل العلم و العمل معاً، وقد رأينا هذا في مثل عمر بن عبد العزيز والشافعي والغزالي ونحوهم، ممن أثروا في محيط الأمة المسلمة جمعاء، وان كان تأثير كل منهم في جانب أو أكثر من جوانب الحياة الإسلامية. ولكن التجديد قد يكون جزئياً، خاصّاً بجانب من جوانب الحياة، أو بقطر من الأقطار، أو بفئة من الفئات، أو نحو ذلك، وقد يتسع لأكثر من جانب وأكثر من فئة، وأكثر من بلد.

ما الدينُ المُجددَّ؟!

أما (المُج دد) في الحديث فهو (الدين). ولكن ما المراد ب(الدين) في الحديث؟ وكلمة (الدين) ومثلها كلمة (الإسلام) إذا أطلقت تعني أحد أمرين:

أولهما: المنهج الإلهيّ الذي بعث الله به رسوله، وأنزل به كتابه، من العقائد والعبادات والأخلاق والشرائع، لينظّم بها علاقة الإنسان بربه، وعلاقة الناس بعضدهم ببعض، وهو ما عبدر عنه التهانوي بأنه: (وضدع إلهي سائق لذوي العقول السليمة باختيارهم، إلى الصلاح في الحال، والفلاح في المـآل)[1]. (وهذا المعنى – بالنظر إلى أسسه وأصوله – ثابت لا يقبل التغيير ولا التجديد من حيث هو حقيقة خارجية.

 

[1]كشاف اصطلاحات العلوم والفنون للتهانوي ص 403.