أسواق الملابس قبل عيد الفطر ..ثبات في الأسعار وشكاوى من ضعف الإقبال

 تعود أحمد منذ ساعات الصباح الأولى من آخر أسبوع في رمضان، أن تتدفق أفواج المشترين إلى السوق، يرافق أحمد هذا إلى محله، يتمسك بطرف هذه لكي يدلها على محل صديقه، لا مجال للنوم ولا الكسل طيلة تلك الأيام ولياليها المفعمة بالمساومة والبيع والشراء.
تعد أيام العيد في نظر باعة السوق ووسطائهم الذين يتلقون المشترين ويوجهونهم أيام تعويض لقرابة عام من الكساد وضعف حركية السوق، لكن الجميع الآن يشكو من ضعف الإقبال، حيث يرى أحد الباعة الشباب في سوق النجاح "أن القادمين إلى المرصة لا يظهر عليهم رغبة في الشراء ولا الرد على الأسعار والعروض التي نقدمها، إنه عيد غريب لم نواجه كسادا قبل هذا"
 
تشد سيدة أخرى من أزر هذا الرأي، وتؤكد أن الأسعار إذا كانت غالية في الأصل، فإنها لم ترتفع الآن عن سعرها المعتاد منذ أشهر، ومع ذلك لا أحد يتقدم لشراء بضاعة، ونادرا ما يقع ذلك، وبعد كثير من المساومة، حيث نضطر لبيع البضاعة بأقل هامش ممكن من الربح، وربما بعناها بدون ربح تجنبا لخسارة لا يمكن تعويضها.
 
تتعدد أسواق الملابس في العاصمة نواكشوط، وخلال عقود كانت سوق العاصمة أو ما يعرف بسوق كبتال الوجهة الأساسية لكل القادمين لشراء حاجيات العيد من داخل أو خارج العاصمة.
مع الزمن تمددت الأسواق، حيث نافس سوقا الميناء والسبخة، قبل أن تتمدد الأسواق في مختلف أنحاء العاصمة، وفي أغلب شوارعها، إضافة إلى تمددها في الداخل، حيث انتعشت خلال العقدين المنصرمين حركية تجارية واسعة، قلصت من تفرد "مرصت كبتال" بالزعامة التجارية للبلاد.
وإلى جانب هذا التعدد في الأسواق، يشكو أغلب التجار من ضعف القدرة الشرائية للمواطنين، وهو ضعف عززته الأزمة الاقتصادية التي تلقي بظلالها منذ فترة على المواطنين دون ظهور أفق جديد.
ويعيد بعض رواد السوق أزمة ضعف الإقبال إلى حرص المشترين على المواءمة بين تكاليف العيد، ومتطلبات يوميات الحياة" باستثناء قلة من الأثرياء، فإن ما تصرفه في العيد هو نفسه ما ينبغي أن تصرفه طيلة الشهر القادم، وعليك أن توائم بين حاجة البيت لملابس العيد وبين احتمال مواجهة الجوع إذا صرفت كل المبلغ الزهيد الذي حصلت عليه
وتشكو بائعات الملابس من طول الانتظار بعد أن وصلن الليل بالنهار سعيا إلى بيع بضاعتهن المتنوعة، والبراقة والمكلفة أيضا وفق تعبيرهن،
إقبال على محلات الملابس المستعملة
 
وفي مقابل العزوف وضعف الإقبال على الأسواق في العاصمة، انتعشت هذه الأيام محلات الملابس المستعملة في العاصمة وأطرافها، حيث تقبل عليها رباب الأسر الفقيرة، بحثا عن ملابس الأطفال والأحذية التي يمكن أن تجمع بين الجودة وسهولة الثمن، فيما يشكو بعض مرتادي هذه المحلات بأنها أصبحت تنافس الأسواق الكبيرة من حيث السعر