نسائم الإشراق، الحلقة رقم (1879) 17 أبريل2022م، 16رمضان 1443هـ، فقه الوسطية الإسلامية والتجديد، معالم ومنارات، الشيخ يوسف القرضاوي، الحلقة رقم (157)

والثاني: الحالة التي يكون عليها الإنسان في علاقته بالمعنى الأول فكراً وشعواًر، وعملاً وخُلقاً، وفي هذا المعنى يقال: فلانٌ ضعيف الدين أو قويه، حسن الإسلام أو رديء الإسلام. والدين هنا متغيّر متحرّك، فهو يزيد وينقص، ويضعف ويقوى، ويصفو ويكدر، ويستقيم وينحرف، بحسب فهم الإنسدان لده،  وايمانده بده، والت ازمه بتعاليمه. وهذا المعنى هو الذي يقبل التجديد، ولا غرو أن جاء الدين في الحدديث الدذي معندا مضدافاً إلدى الأمدة، ولديس مضدافاً إلدى الله "ليجد دّد لهدا دينهدا" فالتجديد ينصبُّ على دين الأمة، وليس على دين الله تعالى.

 

معنى التجديد:

وبهذا نرى أنه لا معنى لإنكار بعض العلماء عبارة (التجديد) في الدين، وتوجسهم خيفةً أن يستخدمها بعض المنحرفين فيما لا يقبله الإسلام، فلسنا أحرص على الدين ممن بعثه الله به، وقد نطق بهذه الكلمة وصح بها الحديث، فلم يعد يسع مسلماً أن يتخوف من استعمالها، وإنما المهم هو تحديد مدلولها حتى لا يستخدمها كل فرد أو كل فريق كما يحلو له، تبعاً لفكره أو هواه. فما معنى التجديد هنا؟

نقل العزيزي في شرحه للجامع الصغير عن العلقمي: أن معنى التجديد: إحياء ما اندرس من العمل من الكتاب والسنة والأمر بمقتضاها[1]، فجعل التجديد ينصب على (العمل.)