نسائم الإشراق الحلقة رقم (1921) 28 مايو 2022م،27 شوال 1443هـ، فقه الوسطية الإسلامية والتجديد، معالم ومنارات، الشيخ يوسف القرضاوي، الحلقة رقم (197)

العناية بالأقليات الإسلامية في العالم:

ومن معالم هذا التيار: العناية بالأقليات الإسلامية في العالم – وهي تقدر بمئات الملايين– باعتبارها جزءاً من الأمة المسلمة، قُدّرلها أن تعيش وسط مجتمعات مخالفة لها في الدين. وعلى الأمة أن تعينهم على أن يعيشوا بإسلامهم في

مجتمعاتهم، عناصر حيدة فاعلة، تجسّد الإسلام في سلوكها وتعاملها، تعيش به في نفسها، وتدعو إليه مواطنيها بأقوالها وأفعالها وأخلاقها. 

ويجب على علماء الأمة ودعاتها حمايتهم من فكر الغلاة الذين يعيشون في هذه الأوطان وهم يضمرون لها العداوة، ويستحلون أموال أهلها، ولا يرعون لها حقاً ولا عهداً. وأن يبيّنوا لهم موقف الإسلام الصحيح، كما يقوم به المجلس الأوربي للإفتاء وغيره من المجالس. 

ومن واجب هذه الأقليات: أن تتعاون فيما بينها مادياً وأدبياً، حتى تقيم مؤسساتها الدينية والتعليمية والاجتماعية والترويحية، كي يمكنها الاحتفاظ بهويتها وشخصيتها الدينية، فالمرء ضعيف بمفرده، قوي بجماعته .على أن يكون لها فقهها الذي يراعي ظروفها في ضوء الشريعة، وأن يكون شعارها: استقامة على الدين بلا انغلاق، واندماج في المجتمع بلا ذوبان[1].

ومن واجب كل فرد من هذه الأقلية: أن يحافظ على إيمانه وشخصيته الدينية و يُنمّيها بالعلم النافع والعمل الصالح، والخُلق الفاضل، وأن يحافظ على ذريته وأهله كذلك ،(قوُا أنْفسَكُمْ وَأهْلِيكُمْ ناَرا ) ]التحريم:6[، وأن يقوي صلته بإخوانه، فيمكنهم أن يقوموا بواجبهم نحو أنفسهم وأسرهم ودعوة غيرهم، وأن يظلوا على ارتباط بأمتهم الإسلامية، ولا ينسوا قضاياها، فهم رصيد سياسي لها في بلاد الغرب وغيرها، ليقاوموا تأثير اللوبي الصهيوني فيها.