سيلبابي مدينة المنشئات الخدمية الحكومية المؤجلة - إعداد موقع الفكر

تستحق سيلبابي بحق لقب مدينة المنشئات الحكومية المؤجلة وذلك بالنظر إلى المرافق الخدمية الحكومية التي أعلن عن البدء في تنفيذها ولا زالت تحت الإنشاء رغم تجاوز المواعيد المقررة لتدشينها وإطلاق العمل بها..
سكان المدينة تحدثوا إلى موقع الفكر عن مشاريع حكومية عديدة فرحوا بإطلاق العمل فيها، لكن فرحتهم لم تكتمل بسبب تأجيل العمل في هذه المنشئات وعدم  اكتمال الأشغال بها، يحتفظ السكان بقائمة من المنشئات الحكومية التي طال الأمد على إنهائها كالمستشفى التخصصي بالمدينة، وبناء 50 وحدة سكنية لفائدة المتضررين  من الفيضانات التي ضربت المدينة خريف 2019، والملعب الكبير وسوق الحبوب، ورصف وتبليط عشرة كلمترات من شوارع المدينة التي وعد بها الرئيس السابق لكن لم ينجر منها سوى أربعة كم فقط.

 

 

 

 

 

 

 

في انتظار التدشين 
يجهل السكان الأسباب الكامنة وراء التأجيل، لكن ما لا يمكنهم تجاهله هو الفراغ الكبير والمعاناة التي خلفها عدم انجاز الأشغال في وقتها المحدد.
فالمتضررون من الفيضانات لم يتسلموا وحدات الإيواء رغم انتهاء العمل بها، والملعب الرئيس بالمدينة  ما زال مغلقا، والأشغال وأعمال التشطيب لم  تنتهي في مشروع المستشفى، وقواعد السوق الجديد اكتملت دون أن ترفع عليها السقوف..
وفي انتظار التدشين تحولت المرافق الحكومية المذكورة إلى مزارات لمسؤولي الحكومة.

وهو مايتوقع أن يشكل حرجا كبيرا  لرئيس الجمهورية، الذي اطلع إبان  زيارته للمدينة في شهر  نوفمبر 2020،  على تقدم الأشغال بالمستشفى التخصصي، وأعلن حينها عن موعد نهائي لإكتمال العمل في نهاية 2021، وهومالم يحدث لغاية ال20 مايو 2022،  وكانت الحكومية  قدمت تفاصيل عن المستشفى التي تربو تكلفته على 200 مليون أوقية جديدة، وعن طاقته الاستعابية التي تبلغ 150 سريرا، وكونه يضم مختلف التخصصات الطبية.
وكانت المنشئات أحد محطات الزيارة التي نظمها وزير الإسكان للمدينة حيث أعلنت وقتها وزارة الإسكان عن تقدم العمل في المستشفى، وضربت موعدا جديدا لانتهاء الأشغال به بعد أربعة أشهر، موعد جديد أصبح على الأبواب.

جدل "خامات البناء"
ومما زاد الطين بلة،  الجدل الذي احتدم –قبل أشهر قليلة- في مواقع التواصل الاجتماعي بشأن الخامات المستخدمة في بناء الوحدات السكنية بسيلبابي بعدما ذكر أن الطين من مكونات البناء، وقد ردت وزارة الإسكان بمعلومات وافية حول هذه الخلطة الجديدة التي تم اختبارها لأول مرة في سيلبابي...
المعلومات المتداولة حول المشروع تشير إلى بناء 50 وحدة سكنية تبلغ مساحة كل وحدة منها 300 متر مربع، وتتألف من غرفتين وصالون ومطبخ وحمام، وقد شيدت جميعها وفق تقنية الطين المضغوط، (BTC)، ويتكون اللبن المضغوط من خليط من حبيبات الطين والرمل والحصى مع إضافة نسبة 8% من الإسمنت ويتم خلط هذه المواد بخلاط أوتوماتيكي ومنه ينتج خليط متماسك ليتم نقله في مرحلة ثانية إلي الضاغط الأوتوماتيكي ثم يخرج على شكل لبِنات لتبدأ عملية الري بالمياه لمرتين خلال اليوم ولمدة ثمانية وعشرين يوما بدون أي تعرض لأشعة الشمس وبعدها يدخل مرحلته الأخيرة وهي التجفيف تحت أشعة الشمس ولمدة 48 ساعة.

 

منشئات تحت الإنشاء

مطار المدينة هو الآخر ليس حاله بأحسن مما قد مضى، فرغم ما أنفق عليه من خالص مال هذا الشعب في العشرية الماضية فإن منظره لا يناسب، ورغم تسييجه بعد اكتمال الأشغال فيه، في العشرية الماضية ورغم ماقيل عن تلك الصيانة، من أنها  لم تكن وفق المعايير، فإن انعدام الصيانة ضاعف من حاله المتواضع أصلا حتى أصبح مأوى للحيوانات السائبة.
وعلى غرار المرافق الحكومية السابقة فبعض المباني اكتمل البناء ولكنه لم يستغل بعد، مثل الإعدادية والمحطة الطرقية. التي وصفت بالكبرى .

رغم الهبة الحكومية الموفقة التي أعقبت فيضانات سيلبابي، وماتعهدت به الحكومة من تطوير البنية العمرانية في المقاطعة النائية الحدودية الاستراتيجية، ورغم ماوفرته الدولة من مبالغ مالية معتبرة والآمال العريضة لدى المواطن، ومالمسه الجميع من اهتمام الرئيس برفع المعاناة عن القلوب المعناة في داخل البلاد، وحتى لاتتجدد المعاناة مع إطلالة كل خريف،  فإن إن المنجز على الأرض لازال دون التوقعات حتى هذه اللحظة.