كيف يستفيد منتجو الطاقة في أفريقيا من الأزمة الأوكرانية؟

انفوغراف يوضح واقع و آفاق إنتاج و تصدير الطاقة في إفريقيا (الطاقة نت)

 

رغم الضغوط الاقتصادية التي فاقمها الغزو الروسي لأوكرانيا؛ فإن تداعياته توفر فرصة كبيرة لمصدّري الطاقة في أفريقيا.

يأتي ذلك مع سعي الاتحاد الأوروبي إلى تقليل الاعتماد على الغاز الروسي بمقدار الثلثين في 2022، على أن تحقق الكتلة الاستغناء الكامل عن إمدادات موسكو بحلول عام 2030.

ومن الممكن أن توفّر الإجراءات الأوروبية فرصة لمصدّري الطاقة في أفريقيا من أجل سد الفجوة التي سيُخلفها نقص الإمدادات الروسية لدى أوروبا، على المدى الطويل، وفقًا لما نقلته وحدة أبحاث الطاقة عن تقرير حديث لوكالة الطاقة الدولية.

الاستفادة على المدى القصير

يُقدم الغزو الروسي لأوكرانيا فرصة لمنتجي الطاقة في أفريقيا -خاصة الوقود الأحفوري- على المدى القصير، بعد أن أدت الأزمة إلى ارتفاعات حادة في أسعار النفط والغاز، بحسب وكالة الطاقة الدولية.

وتعتمد الدول الأفريقية التي لديها موارد وفيرة مثل نيجيريا وأنغولا والجزائر على عائدات الهيدروكربونات في دعم اقتصاداتها؛ لذلك فإن الزيادات الأخيرة في أسعار الطاقة تعني أن هذه البلدان تشهد دخلًا أعلى من صادرات الوقود الأحفوري.

كما يدعم ذلك المنتجين الجدد للغاز مثل موزمبيق وتنزانيا وأوغندا من خلال تطوير موارد جديدة وتوسيع البنية التحتية للتصدير، بحسب التقرير، الذي رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

والدليل الآخر على استفادة مصدري الطاقة في أفريقيا من الغزو الروسي لأوكرانيا، هو توقيع شركة إيني الإيطالية صفقتين لتعزيز صادرات الغاز الأفريقية إلى أوروبا.

واتفقت الشركة الإيطالية مع مصر على توفير كميات من الغاز المسال تصل إلى 3 مليارات متر مكعب في عام 2022.

كما توصلت إيني إلى اتفاقية مع الجزائر لزيادة صادرات الغاز الطبيعي تدريجيًا بنحو 9 مليارات متر مكعب في عامي 2023 و2024، عبر خط أنابيب ترانسميد.

 

تعزيز الصادرات الأفريقية على المدى الطويل

أدّى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى دفع الشركات الأوروبية بصفة خاصة نحو تسريع تطوير مشروعات الغاز المسال المتوقفة أو المتأخرة في الدول الأفريقية خلال السنوات المقبلة.

وفي هذا الصدد، أعلنت شركة إيني الإيطالية قدرتها على تخفيف اعتماد أوروبا على الغاز الروسي من خلال تعزيز إمدادات مشروعاتها الأفريقية، بما في ذلك في الجزائر ومصر ونيجيريا وأنغولا والكونغو برازافيل (جمهورية الكونغو).

الأمر نفسه بالنسبة إلى شركة بي بي البريطانية، التي تمتلك مشروع تورتو أحميم للغاز المسال في السنغال وموريتانيا، الذي تقرر تأجيله لعام 2023؛ بسبب تداعيات كورونا.

ومن جهة أخرى؛ فإن رغبة أوروبا في الابتعاد عن الوقود الأحفوري الروسي بحلول 2030، تدعم منتجي الطاقة في أفريقيا لتعزيز الصادرات سواءً من الغاز أو الهيدروجين منخفض الكربون، الذي من المتوقع أن يتزايد الطلب عليه في ظل أهداف خفض الانبعاثات.

وحال نجاح الاتحاد الأوروبي في وقف جميع واردات الغاز الطبيعي الروسي بحلول عام 2030؛ فإن أفريقيا وحدها قد تكون قادرة على توفير 20% من العجز الناجم عن نقص الإمدادات الروسية.

ومن شأن ذلك -أيضًا- أن يرفع الطلب الخارجي على الغاز الأفريقي بمقدار 30 مليار متر مكعب بنهاية العقد، بحسب التقرير.

 

وفي 2021، استوردت أوروبا 155 مليار متر مكعب من الغاز الروسي؛ ما يوفّر أكثر من 31% من إمدادات الغاز في المنطقة، بحسب تقديرات شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي، التي اطلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.

ومن أجل تعزيز إمدادات الطاقة المتجهة إلى أوروبا أيضًا، يعمل العديد من الدول الأفريقية على تصدير الهيدروجين منخفض الكربون إلى القارة العجوز.

وتمتلك أفريقيا إمكانات هائلة لإنتاج الهيدروجين باستخدام الطاقة المتجددة الوفيرة لديها، مع قدرتها على إنتاج 5 مليارات طن من الهيدروجين سنويًا بأقل من دولارين للكيلوغرام، وفقًا لوكالة الطاقة.

وتخطط العديد من الدول الأفريقية لتصدير الهيدروجين منخفض الكربون إلى أوروبا، وعلى رأسها مصر والمغرب وموريتانيا وناميبيا وجنوب أفريقيا.

 

المصدر: "الطاقة نت"