مخاطر مشروعات الهيدروجين.. إعلان أول تأمين في العالم

مشروع للهيدروجين- الصورة من موقع إنرجي كابيتال آند باور

 

لم تكن مخاطر مشروعات الهيدروجين بعيدة عن أعين واحدة من كبرى شركات التأمين العالمية، والتي أعلنت خطوة غير مسبوقة، من شأنها دعم انتشار تلك الصناعة الناشئة.

فقد كشفت شركة "مارش" الرائدة عالميًا في وساطة التأمين وإدارة المخاطر، اليوم الإثنين 22 أغسطس/آب (2022)، إطلاق أول تأمين ضد مخاطر الهيدروجين على مستوى العالم.

وفي هذا الصدد، قالت الشركة -التي تتخذ من نيويورك مقرًا لها-، إنها تتعاون مع شركتي "أميركان إنترناشونال غروب" و"ليبرتي سبيشيالتي ماركتس"، لتقديم تغطية تأمينية تصل إلى 300 مليون دولار مخصصة لمشروعات الهيدروجين، حسب وكالة رويترز.

وأوضحت أن التسهيلات ستكون متاحة للمنظمات متعددة الجنسيات والشركات الأصغر، وستغطي مخاطر مشروعات الهيدروجين الأزرق والأخضر الجديدة والحالية، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

فقد أثار التحول العالمي لإزالة الكربون زخمًا قويًا في صناعة الهيدروجين، إذ يقدّم خيارات متعددة للانتقال نحو الاقتصاد النظيف، بصفته وقودًا لوسائل النقل، ولتوليد الكهرباء، وبديلًا محتملًا للوقود الأحفوري في صناعات مثل الصلب والبتروكيماويات، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

مخاطر الهيدروجين

قال الرئيس العالمي لقسم الطاقة والكهرباء في شركة مارش سبيشيالتي، أندرو جورج، إن التسهيلات تعدّ تطورًا مهمًا لصناعة التأمين، وستسهم في تسريع الانتقال نحو الطاقة المتجددة.

وتابع: "نظرًا للتطور السريع لصناعة الهيدروجين العالمية، وخاصة الهيدروجين الأخضر، لتلبية الطلب، ستحدّ التسهيلات من صعوبة الحصول على خيارات نقل المخاطر للمشغّلين، وتعزيز ثقة المستثمرين والمقرضين في تحقيق الأطر الزمنية الطموحة للمشروع".

وأضافت الشركة أن عملاءها يمكنهم اختيار التغطية لمرحلة بدء التشغيل، أو اختيار سياسة مخاطر مشتركة تمتد إلى العام الأول من العمل.

علاوة على ذلك، ستوفر الشركة خيارات لجميع مخاطر الأضرار التي تلحق بالممتلكات في مرحلة البناء والتشغيل، وتشمل -أيضًا- الشحن البحري، والأعطال، و المسؤولية العامة ( الطرف الثالث)، واحتمال تأخير بدء التشغيل.

وأشارت الرئيسة العالمية لقسم الطاقة في شركة "ليبرتي سبيشيالتي ماركتس"، ليزلي هاردينغ، إلى أن هذه الخطوة تعدّ نموذجًا آخر على كيفية توفير الشركة الخبرة الرائدة في الصناعة لتقييم مخاطر مشروعات الهيدروجين الناشئة، وتحديد حجمها، والتأمين عليها.

بينما يرى رئيس قسم الطاقة والبناء بشركة أميركان إنترناشونال غروب في المملكة المتحدة، جيمس لانغدون، أن هذا الحل المبتكر يعدّ واحدًا من المبادرات التي تعمل عليها الشركة مع عملائها وشركائها لدعم انتقال الطاقة والالتزام بتحقيق الحياد الكربوني.

مصدر حاسم

تأتي خطوة التأمين ضد مخاطر مشروعات الهيدروجين في وقت يخطط فيه العالم لتحقيق الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن، في محاولة للحدّ من ظاهرة الاحتباس الحراري.

ويُنظر إلى الهيدروجين -وخاصة الهيدروجين الأخضر باستخدام مصادر الطاقة المتجددة- على أنه مصدر حاسم لتحقيق هذه الأهداف.

وسبق أن أعلن الساسة في الولايات المتحدة خلال شهر أغسطس/آب (2022)، إنفاق 430 مليار دولار، يتضمن دعمًا لمشروعات الطاقة المتجددة، مثل الهيدروجين، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

ومن المتوقع أن يتجاوز الاستثمار في مبادرات الهيدروجين الأخضر والأزرق نحو 150 مليار دولار أميركي بحلول عام 2025، إذ تتسابق شركات الطاقة التقليدية والحكومات والصناعات للوفاء بالتزاماتها المتعلقة بخفض الكربون.

ومع ذلك، فقد وجد المشغّلون صعوبة في الحصول على التأمين المناسب لهذه التقنيات الجديدة والناشئة.

أهداف المناخ

يُنتَج الهيدروجين الأزرق من الغاز الطبيعي، والهيدروجين الأخضر من مصادر الطاقة المتجددة، إذ يعدّ مصدرًا لتوفير وقود مرن منخفض الانبعاثات لقطاعات النقل والكهرباء، وسيُستخدم في العمليات الصناعية المختلفة.

ومن المتوقع أن يشكّل الهيدروجين من الطاقة المتجددة ومنخفض الكربون 5% فقط من مزيج الطاقة النهائي العالمي بحلول 2050، ولا يكفي ذلك لتحقيق أهداف المناخ، وفقًا لتقرير صادر في يونيو/حزيران (2022) من شركة استشارات الطاقة العالمية "دي إن في"، ومقرّها النرويج.

ويجب أن تصل مساهمة الهيدروجين إلى 13% لتنفيذ اتفاقية باريس والحدّ من ظاهرة الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة بحلول عام 2050.

 

نقلا عن منصة الطاقة (الطاقة نت)