تكريم العلامة الشيخ سيدي محمد ولد الشيخ سيديَّ/ الرئيس سيدي محمد بن محم

للذين يستغربون تكريم العلامة الشيخ سيدي محمد ولد الشيخ سيديَّ من طرف فخامة رئيس الجمهورية ضمن كوكبة شهداء المقاومة وقادتها لكونه توفي قبل دخول الإستعمار إلى بلادنا بسنوات، إنما غاب عنهم أن "سيدنا" كان الوحيد الذي أدرك بوعيه الثاقب قابليتنا للإستعمار أولا، وبسعة اطلاعه استبان نوايا المحتل ومقاصد تحركاته في محيطنا الإقليمي والتي أوحت له باجتياح قادم لا محالة تتوفر له ظروف داخلية مساعدة بالكامل، فعمل بكل جهده على الوقاية من هذا الاستعمار، وتقويم الإختلالات الداخلية التي صنعت فينا هذه القابلية للإستعمار وهيأت له ظروفه، فأطلق صرخته الخالدة:
ـ حُمَاةَ الدِّينِ إِنَّ الدِّينَ صَارَا....أَسِيرًا لِلُّصُوصِ وَلِلنَّصَارَى
- فَإِن بَادَرْتُمُوهُ تُدَارِكُوهُ...وَإِلَّا يَسْبِقِ السَّيْفُ الْبِدَارَا
-بِأَن تَسْتَنصِرُوا مَوْلًى نَصِيرًا...لِمَن وَالَى وَمَن طَلَبَ انتِصَارَا
- وَأَن تَنسْتَنفِرُوا جَمْعًا لُهَامًا...تَغَصُّ بِهِ السَّبَاسِبُ وَالصَّحَارَى
- وَلَوْ فِي الْمُسْلِمِينَ الْيَوْمَ حُرٌّ...يَفُكُّ الْأَسْرَ أَوْ يَحْمِي الذِّمَارَا
- لَفَكُّوا دِينَهُمْ وَحَمَوْهُ لَمَّا... أَرَادَ الكَافِرُونَ بِهِ الصَّغَارَا 
- ومَنْ يَأْتِي الْأُمُورَ عَلَى اضطِّرَارٍ...فَلَيْسَ كَمِثْلِ آتِيهَا اختِيَارا
الخ....
إن إدراك فخامة الرئيس لهذا البعد الجوهري الذي يعطي للفعل المقاوم  أبعادا وأفقا أوسع وأرحب، والذي لا ينقص من جهاد المقاومين وأجرهم، بل يعمقه ويجذره ويضعه في سياقه الصحيح، هو إدراك يستحق التوقف عنده، ويفرض علينا مراجعة الكثير من مسلماتنا التاريخية.