نسائم الإشراق الحلقة رقم(1455) لقاءاتي وزياراتي في نواحي سريلانكا||06 دجمبر 2020م/ 19 ربيع الآخر 1442ه‍ || الشيخ د. يوسف القرضاوي الحلقة رقم (483)

التقيت أساتذة الجامعة، لقاءات خاصة، سألوني فيها جملة أسئلة تتعلق بالمناهج والكتب والتدريس، وأجبتهم بما تعلمته وما فتح الله علي به.

والتقيت الطلاب في محاضرات خاصّة ببعضهم، في العلوم الشرعية المعروفة: الفقه والأصول والتفسير والحديث والعقيدة والدعوة. كما ألقيت عليهم عددًا من المحاضرات العامة، حضرها كل من في الجامعة، من أساتذة وطلاب وطالبات، وكنت ألمح في وجوههم مدى تأثرهم بما يلقى عليهم، فهم يتلقونه بعقولهم وقلوبهم.

وبعد ما يقرب من أسبوع، ودعت الأساتذة والطلاب، وقد أنسوا بي وأنست بهم، واستراحوا إليّ، واسترحت إليهم، وكم تمنَّوا - كما كنت أتمنى - أن تطول المدة أكثر، ولكني لست ملك نفسي. فودعتهم وفي عيني عبرة، وفي أعينهم عبرات، واعدًا إياهم، أن أجتهد في زيارتهم مرة أخرى، ولم يقدر لي ذلك إلى اليوم كان الله لهم.

وقد زرتُ العاصمة «كولومبو» وبعض المدارس الإسلامية التي وجدت فيها بعض مدرسين بعثهم الأزهر إليها.

وزرت بعض كبار الشخصيات الإسلامية نسيت أسماءهم جميعًا، ولكن كان فيهم وزير في الحكومة يمثل الأقلية الإسلامية.

فهناك أقلية إسلامية موجودة من قديم، حيث تعتبر هذه البلاد امتدادًا للهند، وإن كانت الديانة السائدة فيها هي البوذية، السائدة في الصين، وليست الهندوسية السائدة في الهند.

وقد كنت أجد تماثيل «بوذا» في الميادين المختلفة، ومنها: تمثال ضخم كان في طريقنا إلى القرية التي فيها الجامعة. وكلها مقدَّسة عندهم.

زيارة مؤسس الجامعة الحاج نظيم:

كما زرت رجل البر والخير، الذي أسّس هذه الجامعة، الحاج نظيم في العاصمة، وهو تاجر جواهر مشهور، وأذكر أنه دعاني إلى بيته على غذاء، ودعا بعض المسلمين المعروفين، ليسلّموا عليّ وأسلِّم عليهم. وقد شكرني على الزيارة، وطلب مني أن أكررها، فهم معزولون عن العالم الإسلامي، وقد لمس أثر هذه الزيارة في الأساتذة والطلاب جميعًا، ووعدتهم أن أزورهم إذا يسَّر الله ذلك، ولم ييسر الله ذلك إلى اليوم، وإن كانوا في الواقع يستحقون الزيارة والتشجيع.

دعوة لزيارة الجامعة ومسلمي سريلانكا:

وأوصي إخواني من العلماء والدعاة - كما أوصاني الشيخ الندوي - أن يزوروا هذه الجامعة التي أرجو من ورائها الخير لمسلمي سريلانكا. سدّد الله خطاهم، وثبَّت على الحق أقدامهم.

وأذكر أنَّ الإخوة هناك عرضوا عليّ أن أزور البلدة التي كان قد نُفي فيها البطل المصري أحمد عرابي قائد الثورة الوطنية الشهيرة، التي انتهت بهزيمته، ونفاه الإنجليز إلى تلك البلد «سرانديب». ولكني اعتذرت لهم، إذ لم يكن عندي الوقت الكافي لذلك، فالواجبات عندي دائمًا أكثر من الأوقات، والمعين هو الله.