القرارات.. الزاوية الأخرى!/ الديماني ولد محمد يحي

ليس هناك جديد، الساعة التاسعة والربع، البواب يفتح المدخل بتثاقل..

الظاهر أن متابعة "التيك توك" فعلت أفاعيلها البارحة فيه..!

احترامات السيد المدير.. عفوا عن التأخر، لم أكن أتوقعكم في هذا الوقت المبكر!

الوقت المبكر، الساعة التاسعة والربع!؟

موسى، وقد بدت علامات الارتباك على وجهه.. عفوا سيدي المدير، البارحة أصابني أرق شديد، لم أنم إلا قبيل الفجر!

...

في قاعة الاجتماعات يأخذ الشيخ إحدى الورقات المتناثرة على الطاولة برفق حتى لاتثير طبقة الغبار الكثيفة التي تلف المكان!

فهم من خلال بعض الخطوط المعوجة والكلمات المبعثرة أنها من بقايا الدورة التكوينية المتعلقة بطرق وآليات استغلال الوقت التي نظمتها المؤسسة قبل ستة أشهر لصالح عمالها!

الظاهر أن مكتب مدير الأشخاص لم يفتح منذ بعض الوقت بدليل خيوط العنكبوت التي تلف ممسكه!

انتابته موجة من الربو بسب الغبار الذي تعرض له داخل مكاتب ودهاليز وممرات المؤسسة!

تنفس الصعداء وهو يلج إلى جناح المدير العام، كل الأشياء مرتبة الممرات نظيفة كالعادة والرائحة الزكية تنبعث من الردهات كالمعتاد!

كتب اسم مؤسسته في محرك البحث، فظهر له كم هائل من المواضيع المتعلقة بها منشورة في كبرايات المجلات والمواقع!

شعر بخوف وندم من أن الصحافة سربت ما تعانيه المؤسسة من إهمال، قبل نشر القرارت التي اتخذ بإقالة جميع المسؤولين!

عندما قرأ الموضوع الأول في أحد المواقع الصفراء، تأكد أنه رد من أحد المسؤولين؛ فقد أشاد بكل المرافق التابعة للمؤسسة، فازداد شعوره بالقلق والحنق على فريقه!

واصل التنقل بين المواقع، لا يكاد ينهي ما كتب أحدها من تمجيد للمؤسسة حتى يفتح الآخر فيفاجئه بتمجيد وثناء أكبر..!

مواضيع كثيرة وبأساليب متنوعة، مخصصة للإشادة بمؤسسته وإبراز مردوديتها ومآثر القائمين عليها، تابعها بشغف في مختلف المواقع بما فيها تلك التي تصنف مستقلة، فبدأ الشعور بالثقة في النفس يسري في عروقه والاعتزاز بمؤسسته يقوى لديه والاعتداد بفريقه يتعزز، فبادر الى إقرار مكافآت لكبار معاونيه!!

حفظ الله بلادنا من كل مكروه وزادها رفعة وأمنا ونماء

الديماني ولد محمد يحي