منطقة الشكات ||الدكتور سيد اعمر شيخنا||

في مناطق الشكات والحنك مياه عذبة وكانت فيها قرى مأهولة. 
كانت مناطق أقصى الشمال من الشكات إلى أركشاش وإيجيدي والحنك مناطق استيطان للعديد من المجموعات الببيظانية إلى وقت قريب، بفعل موقعها الجغرافي المميز على طريق القوافل والقرب من كبريات الحواضر في المغرب والسودان الغربي تنبكتو، تافيلالت، توات.
وهي مناطق كانت تتيح لسكانها الاستفادة من فصل خريف في نهاية الصيف بمنطقة عكفة نهر النيجر بأزواد والاستفادة كذلك من خريف درعة السفلى في الحافة الشمالية للصحراء والتي يحل خريفها بفصل الشتاء.
يتحدث الشيخ سيدي المختار الكنتي عن استقرار  عشيره أولاد الوافي الكنتيين في هذه المناطق فترة طويلة من الزمن قبل انتقالهم للاستقرار في أزواد وتأسيس كصور المبروك وكص الشيخ.
ولكن المعلومات التي أورد الرائد جلييه في كتابه التوغل في موريتانيا تضيف معلومات جديدة في غاية الأهمية، يقول الرائد جلييه: (مناطق إكيدي والحنك، كانت مأهولة قديما من قبل سكان مستقرين، كما يشهد لذلك بقايا المنازل من الحجارة الصلبة وأنقاض الخزف التي نجدها في أماكن كثيرة.
وحسب اركيبات فإن هؤلاء القرويين هم: كنتة الذين طردهم أولاد ادليم من هذه الأقاليم قبل قرن من الآن.
فبحسب الرائد جلييه فإن القوات الفرنسية التي وصلت هذه المناطق في حدود نهاية العقد الثاني من القرن العشرين وقفت على أطلال قرى وبقايا منازل هجرها سكانها قبل قرن فقط.
والراجح بحسب المعطيات المتوفرة فإن المقصود بأولاد دليم في رواية جلييه هم أولاد المولات تحديدا فهم سكان  قدامى لهذا الحيز الجغرافي ومنه يراقبون طرق القوافل.