نسائم الإشراق الحلقة رقم (1470) إشارتي بتولية هذا المنصب لشيخنا الغزالي|| 21دجمبر 2020م/6جمادى الأولى 1442ه‍|| الشيخ د. يوسف القرضاوي الحلقة رقم(498).              

وفاة الأستاذ عمر التلمساني (تابع):

إشارتي بتولية هذا المنصب لشيخنا الغزالي:

فاجأت الإخوة برأي آخر، لم يخطر على بال أحدهم، وهو أني قلت لهم: هل لكم فيمن هو خير مني فضلًا وسَبْقًا في الدعوة، وبلاء في خدمة الإسلام، وهو الآن لسان الإسلام الصادق، وقلم القرآن الناطق، وحارس الدعوة السابق؟

قالوا: من تعني؟

قلت: أعني شيخنا محمد الغزالي، فهو -والله- أحق مني، وهو لها وأهلها، وأنا مستعدّ أن أكون عونًا له، أشدّ عضده، وأسند ظهره.

وقلت لهم: أنا مستعد أن أكلِّمَ أستاذنا الكبير فريد عبد الخالق، وأقنعه بهذه الفكرة ...
وفعلت، واتصلت بالأستاذ فريد هاتفيًّا، وأخبرته برأيي، واقتناعي به، وإصراري عليه، فوافقني على رأيي، وقال: نِعْمَ الرأي ما أشرت به، وهذا يزيد قدْرك في نظر إخوانك، فكم من الناس يركض ركضّا وراء هذا المنصب، ومن يلهث لهثًا للحصول عليه، وأنت تؤثر غيرك به.

قلت له: والله لا أفعل ذلك تواضعًا، بل أراه في صالح الدعوة، وفي مصلحة الإسلام العليا.

وقال: علينا أن نروِّج لهذه الفكرة وسط الإخوان، وننادي بها، وندلِّل على صوابها، وبالله التوفيق.

وتركتهم وسافرت إلى الدوحة، واستمر مرض الأستاذ التلمساني فترة...

عدم قبول قيادات الإخوان ترشيح الغزالي:

ويبدو أن ترشيح الشيخ الغزالي لم يلق القبول، وخصوصًا من قيادات الإخوان؛ لما حدث أيام الخلاف مع عبد الناصر، ولما تركه خلافه مع الأستاذ الهضيبي من رشحات على أنفس الإخوان وعقولها، مع أن الأستاذ فريد كان أوْلى الناس أن يتأثَّر بها؛ لما بينه وبين الأستاذ الهضيبي من وشائج قويّة، ولكنه جعل مصلحة الدعوة فوق كل اعتبار.

رحم الله الأستاذ التلمساني، ورحم الله الشيخ الغزالي، وشكر الله للإخوة أصحاب الاقتراح، وجزى الله الجميع خيرًا.