نسائم الإشراق الحلقة رقم (1501) 22يناير 2021م 08جمادى الآخر 1442هـ الشيخ د. يوسف القرضاوي الحلقة رقم (529) لقاء أحمد بهاء الدين بالدوحة2 -3 1987 موقفي من أخطائه

على الرغم من أني أخذت عليه بعض الهنات والأغلاط، في بعض ما كتبه عن الإسلاميات: فإن ذلك لم يثنيني عنه، ولم يسقط اعتباره عندي كما يفعل بعض الناس، الذين يحكمون بالإعدام على الشخص إذا ارتكب خطأ واحدًا.

وكان مما يخفف وقع أخطائه عندي: أنه لم يتح له أن يقرأ الإسلام قراءة جيدة، وأن يخالط بعض الإسلاميين الواعين القادرين على الإقناع والنصح، وأن استقامته في عامة ما يكتب.

كان لقائي معه في الدوحة لقاءً وديًّا، وكان مما قلت له: إنَّ أول ما أقرأ من صحيفة الأهرام هو: «اليوميات». وقال لي: أنا أعتذر بهذا، فأنت لست مجرَّد عالم ديني محبوب ومحترم، بل أنت كذلك أحد المناضلين في سبيل الوطن والأمة، وما أحوج أمتنا إلى عقل ديني مستنير ومتوازن مثل عقلك.

محاضرته حول «العرب في عالم متغيِّر»:

وكانت محاضرة بهاء الدين حول موضوع «العرب في عالم متغيِّر»، وقال في بداية محاضرته: أنا لم أتعوَّد لقاء الجماهير، وإنما أكتب ما أكتب داخل غرفة مغلقة، فاعذروني إذا تهيَّبت الموقف، ولكنه كان موفقًا في إلقاء ضوء كاشف على موضوعه، بما عنده من ثقافة، وما لديه من منطق،
وبعد عودته من قطر تحدث عنّي في يومياته أكثر من مرة مشيدًا، ومُعجبًا، ثم لم يلبث أن حل به المرض ووافاه الأجل المحتوم، رحمه الله  وغفر له.