تشييع الصوفي ورسائل الحشد/ محمد مني غلام

يمثل الحشد الذي شيع الراحل الصوفي ثاني أكبر حشد تشهده جنازة في البلاد بعد جنازة الرئيس المحبوب الراحل المختار ولد داداه مؤسس الدولة

ولعل تلك أولى رسائل التشييع المهيب، حيث كانت الرسالة بسيطة وواضحة للغاية فالموريتانيون لا يجمعهم إلا من يدعو لوحدتهم وتلك صفة للراحل الصوفي ، لذلك لم يشاهد دعاة الفتنة في يوم أصغر من ذاك اليوم الذي كانوا يتوارون فيه عن أنظار الحشود التي لم تطالب بغير العدالة الناجزة

اما ثاني الرسائل فهي أنه لا شيئ أكثر نجاعة في التصدي لمثل هذه المحن من إنفاذ القانون وشفافية التعاطي معها فكم من أنظمة أسقطتها دمعة مقهور مظلوم لم يجد من ينصفه فتحولت دمعته إلى تيار جارف من الغضب إقتلع أنظمة بكاملها، لذلك كان التدخل الحاسم لرئيس الجمهورية من اللحظة الأولى وتعليماته الواضحة بتحقيق فوري خير بلسم لجراح ذوي المغدور ومن ورائه كافة الموريتانيين ليتعزز نهج التعاطي الحازم مع القضية بتصريح وكيل الجمهورية القاطع في لغته ودلالته

أما ثالث الرسائل فهي ان هذه البلاد لم تكن يوما ولن تكون جزء من جمهوريات الخوف و السحل والقتل في المخافر، وأن أي اعتداء على حياة مواطن أو مقيم في هذه البلاد هو اعتداء على حياة كافة الموريتانيين وصدق الله عندما قال " من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل انه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا "

يبقى بعد كل ذلك أن نتأكد من أن سيف العدل سيطال كل من أسهم في الاعتداء على المغدور وان نعرف ان القانون وسيلة والغاية هو تحقيق العدل.