مساجد عبر التاريخ.. جمع وإعداد موقع الفكر- الحلقة الثالثة

ارتبط المسجد في تاريخ الأمة المسلمة بالفتوحات والانتصارات، منذ أن أرسل الله رسوله بالهدى والدين الحق، فأقيمت المساجد بوصفها أحب البقاع إلى الله، في بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رجال لاتلهيهم تجارة ولابيع.. فمع كل  نصر للأمة تكون فاتحته تشييدا وعمرانا، فبنيت المساجد وعمرت

لم تنس إفريقيا ولا صحراؤها            سجداتنا والأرض تقذف نارا.

وفي الجزء الثالث من هذه السلسلة نلقي بعض الضوء على جوانب من تاريخ المساجد التالية:

1- جامع الشيخ زايد،  في دولة الإمارات

أمر ببناء هذا المسجد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في العام 1986،  ليكون  صرحا إسلاميا يرسخ ويعمق الثقافة الإسلامية ومفاهيمها وقيمها السمحة، ومركزا لعلوم الدين الإسلامي. حيث، أقيمت أول صلاة في المسجد، عيد الأضحى في 19 ديسمبر 2007م،  و أعمال البناء جارية وقتها، ولم تنته في المسجد بشكل كامل. إلا  في شهر مارس من العام 2008.و يقع المسجد في مدينة أبو ظبي ويعرف محليا بمسجد الشيخ زايد أو المسجد الكبير. ويعد سادس أكبر مسجد في العالم من حيث المساحة الكلية بعد المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأعظم بالجزائر و الجامع الأموي في دمشق ومسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء،  بمساحة إجمالية تبلغ 412,22 م.مربع، . ويتسع المسجد لأكثر من 7.000 مصل،  في الداخل ولكن من الممكن مع استعمال المساحات الخارجية ان يتسع لحوالي 40,000 مصل،  ومن معالم هذا المسجد  المميزة وجود أربعة مآذن في أركان الصحن الخارجي بارتفاع 107 أمتار، للمئذنة.

 يمزج المسجد بين التصاميم المعمارية الإسلامية والحديثة،ومن الأعمال المعمارية التي تمزج بين مختلف مدارس العمارة الإسلامية.

يتميز الجامع بعدد كبير من القباب تصل إلى 82 قبة، وأكثر من 1000 عمود. كما تُزيّن الجامع ثريات مطعّمة بذهب الخالص، عيار 24 قيراطاً، وتغطّي أرضيته أكبر سجادة يدوية الصنع في العالم. كما تتدلّى في قاعة الصلاة الرئيسية واحدة من أكبر الثريات في العالم.

2-  مسجد كول شريف

هو المسجد الرئيسي في تتارستان ومن أهم مساجد العاصمة التترية (قازان) وثاني اكبر مسجد في روسيا وأوروبا. وقد ادرج في كشف التراث العالمي لليونسكو.

بدأ بناؤه في عام 1996 باعتباره استعادة للمسجد الاسطوري في عاصمة امارة خانية قازان والذي لحقه الدمار في ال1552م،  حين اقتحمت قوات ايفان الرهيب  مدينة قازان.

ويقع مسجد كول شريف في القسم الغربي من كرملين قازان. واطلقت عليه هذه التسمية تكريما للبطل القومي التتاري قول – شريف

أقيم المسجد الذي افتتح في العام 2005. على مساحة تقدر ب 19 ألف م. مربع و يتسع ا في داخله لحوالي 5000 مصل بينما يمكن ان تستوعب الساحة خارجه حوالي 10 الآف شخص آخر من المصلين. وترتفع قبته المركزية 39 مترا عن سطح الأرض فيما يبلغ ارتفاع كل من مآذنه الأربع 57م.

3- مسجد تاج محل في مدينة أكرا: 

 ثمة مبنيان كبيران مشيدان من الحجر الرملي الأحمر مفتوحين على جانبي المقبرة. يوازي جدرانهما الخلفية البنايات الشرقية والغربية، كما أن هذين المبنيين  يتطابقان من حيث الشكل. يعد المبنى الغربي عبارة عن مسجد في حين أن المبنى الشرقي المقابل عبارة عن جواب يتمثل الغرض الأساسي من بنائه  إحداث التوازن المعماري مع المسجد الآخر من حيث الشكل العام للضريح، و أرضية المسجد عبارة عن الرخام الأسود تفترشه 569 سجادة صلاة. 

التصميم الأساسي للمسجد عبارة عن رواق طويل تعلوه ثلاث قباب، وهو يشبه العديد من المساجد الأخرى التي بناها شاه جيهان، خاصةً مسجد جيهان نوما أو ما يطلق عليه اسم مسجد دلهي.

تقسم المساجد مغولية الطراز ساحة الحرم إلى ثلاث مناطق: الساحة الرئيسية وساحتين أخريين أصغر على جانبي الساحة الرئيسية.

وفي تاج محل، تعلو كل ساحة قبة مقوسة هائلة الحجم. وقد اكتمل بناء هذه المباني في العام 1643.

 

4- المسجد الذهبي بسلطنة بروناي

 يتجه المسلمون في ملابسهم البيضاء إلى منطقة «بروناي مورا» الواقعة في العاصمة بندر سيري بغاوان لأداء الشعائر الإسلامية والصلاة في مسجد عمر علي سيف الدين، الذي يعتبر أجملوأروع المساجد في سلطنة بروناي جنوب شرق آسيا.

وتم تشييد هذا المسجد عام 1958 على بحيرة جميلة .. ويتميز المسجد بمساحته الواسعة التي تتسع لأكبر عدد ممكن من المصلين، بالإضافة إلى أن المسجد يجمع كل أنواع الغذاء الروحي والعقلي للإنسان، كونه مكاناً مقدساً تؤدى فيه الصلاة والتقرب إلى الله، فضلاً عن أنه يعتبر مكاناً سياحياً يقضي بجواره السكان أجمل الأوقات.

ومن أهم ما يلفت نظر المتجهين صوب المسجد، الطريق المؤدية إليه، وهي طريق واسعة جدًا تحيط بها الخضرة من جميع الجهات، والتي تضفي على المكان بريقًا وجاذبية.. ويعتبر السائحون الذين زاروا بروناي أن هذا المسجد له سحر خاص يجعلك تشعر بأنك في حلم تتمنى ألاّ تصحو منه أبداً بسبب روعة التصميم وجمال البحيرة التي يطل عليها، والتي ترى صورة المسجد فيها ليلاً ونهارًا وكأنها مرأة تم تصميمها من أجل هذه المهمة فقط.

وبسبب روعة المكان خاصة في وقت الليل عندما تنعكس صورة المسجد في المياه بمصاحبة الإضاءة القوية التي تحيط بالمسجد، لا تستطيع التمييز بين الصورة والخيال، 

ومن مظاهر الإبداع التي يتميز بها مسجد علي سيف الدين، أو كما يطلق عليه البعض المسجد الذهبي، أن من يراه من بعيد ليلاً يتخيل أنه مركب أو سفينة كبيرة تقف في وسط المياه بأنوارها المتلألئة والتي تنعكس أشعتها لتضيء سماء المدينة.

ومن عوامل الجذب الأخرى التي تجعل من هذا المسجد مزدحمًا بالمصلين وجوده بالقرب من مؤسسة السلطان «حاج حسن بلقية» التي تضم مركزاً للتسوق والتجارة، بالإضافة إلى القرية المائية «كمبونج أير» التي أطلق عليها الأوروبيون اسم « فينسيا الشرق».

5- مسجد باب المردوم

تم بناء  هذا المسجد على نفقة أحمد بن حديدي،  والمسجد من أقدم معالم طليطلة. تم بناؤه في العام 390 هـ الموافق 999 ميلادية. بعد استيلاء القشتاليين المتعصبين سنة 1085 م، حوّل المسجد إلى كنيسة تسمى نور المسيح.

و المسجد مربع الشكل (7,74م 8,60xم) مقسم إلى 3 أرواق بواسطة 4 صفوف من الأقواس, الكل تحت تسعة قبب مسندة إلى صفوف الأقواس الحدوية (على شكل حدوة الفرس, التي تعد من أهم خصوصيات الطابع المعماري الأندلسي) المرتكزة على 4 أعمدة وسطية.

القبة الوسطية مرتفعة عن باقي القبب ومزودة بنوافذ جانبية تسمح بدخول الضوء إلى البناء، وللمسجد  ثلاثة أبواب.

وبه سلسلة من الأقواس الحدوية المتعانقة، وبه مشربية مبنية بالآجور فوقها بالخط الكوفي مكتوب «بسم الله الرحمن الرحيم، أقام هذا المسجد أحمد بن حديدي من ماله ابتغاء ثواب الله فتم بعون الله على يد موسى بن علي البناء وسعادة فتم في المحرم سنة تسعة وثلث مائة».

البناء يعد من أجمل شواهد الفن الأموي في الأندلس ومصدر وحي للفن المدجّن الذي كانت طليطلة موطنه الأصلي.

6- جامع الإمام الأعظم أو جامع أبو حنيفة النعمان

هو أحد المساجد والمدارس التاريخية في مدينة بغداد، وتسمى المنطقة حول الجامع بمنطقة الأعظمية نسبة إلى الإمام أبو حنيفة، وتقع في شمال بغداد على جهة الرصافة ويقابلها منطقة الكاظمية نسبة إلى مرقد موسى الكاظم الذي يقع فيها.

 بني المسجد  في العام 375 هـ ، بجوار قبر الإمام أبي حنيفة النعمان، ثم في عام 459 هـ/ 1066م، بني مشهد وقبة على القبر وكذلك مدرسة كبيرة، وتعتبر مدرسة أبي حنيفة الفقهية من أقدم المدارس وتسمى حالياً كلية الإمام الأعظم، وهي واحدة من ثلاثة أقدم جامعات على مستوى العالم، حيث سبقتها جامعة القرويين في المغرب، إذ بني جامع القرويين في عام 859م، والجامع الأزهر في مصر الذي تأسس في عام 972م.

6- مسجد الجزائر الأعظم:

هو مشروع معماري إسلامي بارز، يقع المسجد في بلدية المحمدية بمدينة الجزائر. ويعد بعد انتهاء مشروع المزمع إنجازه سنة 2018 ثالث أكبر مسجد في العالم بعد مسجد الحرمين. 

يضم  المسجد 12 بناية منفصلة في موقع يمتد على 20 هكتاراً،  بمساحة تزيد على 400 ألف م²، وهو مضاد للزلازل وملحقة به مواقف تستوعب 4 آلاف سيارة ومساحة قاعة الصلاة فيه تزيد على هكتارين (22 ألف م²)، تتسع لأكثر من 36.000 مصلي ومن الممكن مع استعمال المساحات الخارجية أن يتسع لحوالي 120.000 مصل، ومن معالمه المميزة وجود المئذنة  المنارة الهادية للسفن، ارتفاعها يصل لـ265 م،  وقبة قطرها 50 وبارتفاع 70 متراً، و مدرسة لتعليم القرآن ومكتبة ومتحف للفن والتاريخ الإسلامي، و مركز أبحاث حول تاريخ الجزائر، وقاعة للمؤتمرات وحدائق بها أشجار فاكهة، ويمكن للمصلين الوصول للمسجد بعدة طرق، سواء بالسيارات أو الترام أو حتى بالقوارب لقربه من البحر الأبيض المتوسط ووادي الحراش، وسيتصل بمرسى على ساحل البحر من خلال ممرين.

استمر بنائه منذ وضع حجر الاساس للمشروع سنة 2012 م.

تم افتتاح القاعة الرئيسية بجامع الجزائر مساء الأربعاء 28 أكتوبر 2020، بمناسبة الاحتفال بذكرى المولد النبوي وأقيمت فيه أول صلاة جماعية تمثلت في صلاة المغرب وصلاة العشاء، وسط حضور رسمي وشعبي كبير.

7- مسجد تقسيم في تركيا:

يُطل المسجد  على ميدان تقسيم وسط مدينة إسطنبول في تركيا جرى افتتاحه في العام 2021، بدأت أعمال البناء في 17 فبراير 2017 واستمرت لمدة أربع سنوات. افتُتح المسجد،  يوم الجمعة 28 مايو 2021،  بحضور آلاف المصلين الذين ملؤوا المسجد وساحة تقسيم الشهيرة.

8- مسجد الفاتح: 

بني المسجد في عهد الدولة العثمانية، يوجد في منطقة الفاتح في مدينة إسطنبول التركية، ويعد مثالا عظيما على فن العمارة الإسلامية التركية في إسطنبول، ويمثل مرحلة مهمة من تطور فن العمارة التركية القديمة. وقد سمي هذا المسجد على اسم السلطان محمد الفاتح، السلطان العثماني الذي فتح القسطنطينية عام 1453.

9-مسجد باب الأبواب:

يعتبر مسجد الجمعة بمدينة دربند الذي شيد في القرن السابع احد اقدم مساجد العالم.

فقد  بناه الأمير مسلمة بن عبد الملك في العام 734 م.

ويقع المسجد في مركز مدينة باب الأبواب، وهي اقدم مدينة في داغستان وفي جنوب روسيا. وكان المواطنون يعتبرونه مسجد الجمعة على الدوام و الاهم.

ويفتخر سكان المدينة جدا بأن مسجدهم الأول في روسيا ومنه بدأ انتشار الاسلام في القوقاز وحتى في عموم روسيا.

ولا يزال المسجد  يبهر الزوار بجلاله  وهيبته.

وطوال هذه الفترة جرت إعادة بناءوتحويرالمسجد مرات، وتعرض أكثر من مرة الى دمار جزئي نتيجة الهزات الأرضية. ولم يكتسب المسجد شكله النهائي إلا في العام 1815. وكان وقتئذ أكبر وأجمل مبنى في المدينة.

وفي العهد السوفيتي جرى إغلاقه في عام 1930، حيث حولته وزارة الداخلية إلى سجن، ولم يبق المسجد بهذه الصفة طويلا، اذ أعيدت له صفته قبل نهاية الحرب العالمية الثانية..

ويضم المبنى فضلا عن المسجد نفسه، مدرسة إسلامية ومقر عمل الأئمة. وهذه المباني تنسجم بشكل موفق مع عمارة القسم القديم من باب الأبواب.

 

10-جامع السلطان أحمد: 

ويُعرف أيضا خارج تركيا باسم الجامع الأزرق، بناه السلطان أحمد الأول وهو أحد أشهر وأهم المساجد في مدينة إسطنبول التركية. يقع المسجد في ميدان السلطان أحمد ويقابله مسجد آيا صوفيا، ويشتهر جامع السلطان أحمد بعمارته المميزة حيث يُعد من أهم وأضخم المساجد في العالم الإسلامي.

وقد بُني المسجد بين عامي 1018هـ - 1026هـ / 1609م - 1616م، بحسب أحد النقوش الموجودة على أحد أبوابه.

يقع المسجد جنوب جامع آيا صوفيا وشرق ميدان السباق البيزنطي القديم. ولهُ سور مرتفع يحيط به من ثلاث جهات، وفي السور خمسة أبواب، ثلاثة منها تؤدي إلى صحن المسجد واثنان إلى قاعة الصلاة.

يتكون الصحن من فناء كبير، ويتوسط الصحن ميضأة سداسية محمولة على ستة أعمدة، وأكبر الأبواب التي تؤدي إلى الصحن يظهر فيه التأثر بالفن الفارسي.

 

11- جامع فخر المسلمين:

 هو مسجد بني في مدينة شالي بجمهورية الشيشان ويعد أكبر جامع في أوروبا. افتتح في اليوم 23 أغسطس 2019م، ويوصف بأنه تحفة العمارة الإسلامية الحديثة.

تأسس الجامع  في 2 ديسمبر 2012م

بني الجامع على طراز البوابات الأربع المتناظرة، وهو على شكل مربع طول ضلعه 65 مترا، وله أربع مآذن موزعة على زواياه الأربع يبلغ ارتفاعها 63 مترا، ويتألف من طابقين إضافة إلى القبو، وله قبة رئيسية يبلغ ارتفاعها 41 مترا وقطرها 23 مترا، وقد استخدم في بناء المسجد أكثر من 6500 طن من رخام التاسوس الأبيض المستخرج من اليونان، وعلقت فيه 403 من الثريات، وزنها 18.35 طنا،  وبلغ وزن الثريا الرئيسية 2.5 طن وارتفاعها 7.8 أمتار.

تبلغ مساحة الجامع 9700 متر مربع، وقدرته الاستيعابية 20 ألف مصل، في الداخل و100 ألف مصل في الخارج.

وقد ألحقت بالجامع أربعة أبنية خاصة للطهارة والوضوء، كما تحيط به مناطق خضراء بمساحة 15 ألف متر مربع.

 

12- مسجد الصالح  باليمن:

 هو أكبر جامع في اليمن بني حديثًا. جاء اسمه نسبة إلى الرئيس علي عبد الله صالح. يقع في ميدان السبعين في العاصمة اليمنية صنعاء، وعلى مساحة قدرها 222 ألفاً و500 متر مربع، يشمل مبنى الجامع وكلية علوم القرآن والدراسات الإسلامية، والباحة والمواضئ، ومواقف السيارات، والمساحات الخضراء. ويتألف مبنى الكلية من ثلاثة طوابق ويضم خمسة وعشرين فصلاً دراسيًا، إضافة إلى قاعات صلاة ومكتبات وقاعات اجتماعات. 

مسجد "الفتاح العليم"  يقع المسجد على الطريق الدائري الأوسطي بالعاصمة الإدارية الجديدة لمصر، ويعتبر  درة العمارة الإسلامية الحديثة وجوهرة الإنشاءات داخل العاصمة الإدارية، ويعتبر  من أكبر المساجد في المنطقة العربية والشرق الأوسط. استغرق بناء المسجد نحو عام ونصف العام، بدءًا من يوليو عام ٢٠١٧ وحتى ديسمبر عام ٢٠١٨.