العام الذي أصاب أوروبا في مقتل مصائب تتحول الى جحيم في 2023- موقع الفكر

قبل أعوام نشر معهد "ماكس بلانك" الألماني للبحوث الديمغرافية دراسة دقّ فيها ناقوس الخطر وذلك بسبب تراجع السكان بشكل كبير وارتفاع اعداد الشيخوخة وانخفاض معدلات الولادات حيث أشارت الدراسة الى ان كل جيل سيقل عن سلفه بنسبة 25‎%‎ وبحسب هذه الارقام فإن عدد سكان دول أوروبا سيقل بمعدل 50 مليون نسمة بحلول عام 2050 .
وتعتبر المانيا من أكثر الدول تناقصًا للسكان لدرجة ان الجنس الالماني قد يختفي بشكل عام خلال 300 عام، إضافة كذلك الى أسبانيا التي ليست بأفضل حال حيث توجد فيها أدنى معدلات الخصوبة في الاتحاد الأوروبي وبمقابل موت كل شخص يولد طفل واحد وقد ترتفع النسبة الى ثلاثة أشخاص يموتون مقابل شخص واحد يولد… وقد أثرت الأزمات الاقتصادية التي تعاني منها البلاد أيضا على انخفاض عدد السكان اذ يغادر مئات الالاف من الإسبان خارج بلادهم بحثًا عن الوظائف أما البرتغال فيتقلص عدد السكان فيها بشكلٍ كبير منذ عام 2010 وبحلول عام 2050 فإن عدد السكان سينخفض الى النصف وستكون البرتغال هي الدولة التي تضم أصغر نسبة من الأطفال كما يتوقع انخفاض عدد سكان بولندا وبلغاريا مستقبلًا بحوالي 40‎%‎ كما سينخفض عدد سكان اوكرانيا وصربيا بنسبة 15‎%‎ 
هذا التراجع الكبير في أعداد الأوروبيين له أسباب كثيرة أهمها انخفاض معدلات المواليد وارتفاع متوسط العمر المتوقع وانخفاض معدلات الخصوبة كما أن زيادة التطلعات لدى الشباب في أوروبا تؤدي في نهاية الامر الى عزوفهم عن الزواج فبعد مرحلة دراسية طويلة يتطلعون لبناء مهارات جديدة والحصول على فرص عمل كبيرة وهذا مما يؤدي في نهاية الأمر الى العزوف عن الزواج كما كان للرأي الذي يمنع إنجاب أكثر من طفلين ايضا والذي ساد في أوروبا في القرن الماضي الأثر الأكبر على تراجع أعداد الاوروبيين حتى إن هناك زيجات أصبحت تقام على شرط عدم الإنجاب وانتشرت الفلسفة اللاإنجابية التي تنادي بضرورة التوقف عن الإنجاب لإنقاذ الكوكب .
هذه الأرقام المرعبة ألهمت أصحاب نظرية المؤامرة التي بدأت قبل سنوات وبسببها اليوم ترتكب عشرات الأعمال الإرهابية .
نظرية المؤامرة: 
تعرف باسم نظرية الاستبدال الكبير أو الاستبدال العظيم وهي نظرية مؤامرة يمينية متطرفة نشرها المؤلف الفرنسي رينو كامو 
ادعى كامو ان اسم le grand remplacement اي الاستبدال العظيم جاء إليه عن طريق الصدفة 
وتنص النظرية الاصلية أنه بالتواطؤ أو بالتعاون مع النخب البديلة يتم استبدال السكان الاوروبيين البيض ديمغرافيا وثقافيًا بشعوب غير بيضاء خاصةً من البلدان ذات الغالبية المسلمة وذلك من خلال الهجرة الجماعية والنمو الديمغرافي وانخفاض معدلات المواليد الأوروبيين البيض .
وجدت نظرية المؤامرة دعمًا كبيرا في أوروبا وازدادت شعبيتها ايضا بين الحركات القومية البيضاء المناهضة للمهاجرين ويؤكد العديد من أتباعهم أن المهاجرين يتدفقون الى البلدان ذات الغالبية البيضاء لجعل السكان البيض أقلية داخل أراضيهم أو حتى السبب بانقراض السكان الاصليين .
طور كامو نظريته في المؤامرة في كتابين نشرا بين عامي 2010 و 2011 وقد ساهمت أزمة المهاجرين التي تسببت في الأعوام القليلة الماضية في تهيئة الرأي العام لتقبل نظرية كامو نظرًا لكونه يصور استبدالا للسكان يقال إنه يحدث في فترة زمنية قصيرة لجيل أو جيلين يستشهد كامو بشخصيتين مؤثرتين في خاتمة كتابه وهما رؤية السياسي البيريطاني إيلون باول للعلاقات العرقية في المستقبل والتي أعرب عنها في خطابه " أنهار الدم" عام 1968 بالإضافة لتصوير المؤلف الفرنسي جان راسبيل لانهيار الغرب عبر موجة المد والجزر الهائلة لهجرة العالم الثالث ونشر تصوره في روايته " معسكر القديسين" عام 1973 وعلى الرغم من أن كامو صاغ مفردات ومفاهيم جديدة للاستبدال العظيم لكن نظرية المؤامرة ضد البيض كانت أقدم من ذلك بكثير ويمكن إرجاعها الى النظريات المعادية للسامية التي سبقت الحرب العالمية الثانية والتي افترضت وجود مؤامرة يهودية لتدمير أوروبا من خلال اختلاط الأجيال ليرجح المؤرخ بيكولا ريبورت جاك ايف ان مساهمة كامو كانت استبدال العناصر المعادية للسامية بصراع حضارات بين المسلمين والأوروبيين لذا فإن كامو لم يكن أبا للموضوع وإنما هو فقط من صاغ مصطلح الاستبدال العظيم كشعار ومفهوم وقاده في النهاية إلى شهرته الحالية.
الانتشار والنفوذ السياسي: 
في عام 2011 استحضرت مارين لوبان النظرية مدّعيةً ان أعداء فرنسا كانوا يشنون حربا أخلاقية واقتصادية على البلاد وادّعت أيضًا ان فرنسا ستتحول الى أرض للإسلام وسيختفي منها الفرنسيون بشكل كامل وادعى نيونفاي العضو القيادي في اليمين الفرنسي أن هناك ثلاثة أشياء مجتمعية تستخدم ضد الأوروبيين لإجراء بديل عظيم مفترض وهي الإجهاض والمثلية الجنسية والهجرة وأكد ان المسلمين يستبدلون البيض باستخدام معدلات المواليد كسلاح ديمغرافي ولتأكيد هذه النظرية استشهد ايريك زيمور المرشح الرئاسي السابق في فرنسا بما حدث في حرب كوسوفو حيث انه في عام 1900 كان هناك 90‎%‎ من الصرب و10‎%‎ فقط من المسلمين وفي عام 1990 كان العكس تمامًا 90‎%‎ من المسلمين و10‎%‎ من الصرب وبالتالي فإن أوروبا ستحذو حذو كوسوفو كما تلاقي النظرية انتشارًا كبيرًا في بلجيكا فقبل أعوام تشكلت منظمة شبابية فلماندية متطرفة تؤيد نظرية المؤامرة وتدعو لاستخدام كل الوسائل المتاحة لمنع الهجرة اما في الدانمرك فقد أصبح استخدام نظرية المؤامرة شائعًا في الخطاب السياسي الدنماركي اليميني وأبرز المؤيدين لتلك النظرية راسموس بالودار زعيم حزب الخط المتشدد والذي قال إنه بحلول عام 2040 سيقترب الشعب الدنماركي العرقي من ان يصبح أقلية في الدنمارك بعد ان فاقه عدد المسلمين هناك ونسلهم ويقترح بالودان حظر هجرة المسلمين وترحيل جميع المقيمين المسلمين من البلاد.
في ألمانيا أيضًا ليس الحال بأفضل من بقية دول أوروبا فهناك السياسي فيلوسارازين الذي يعتبر أحد المروجين الأكثر تأثيرًا لنظرية المؤامرة ويقترح سارازين ان هناك عددا كبيرًا من المهاجرين في ألمانيا سيؤدي إلى انخفاض عدد الألمان إلى 25 مليونًا وخلال 200 عام سينخفض إلى ثمانية ملايين وبعد 300 عام إلى ثلاثة ملايين فقط أما في هنغاريا فقد  آمن رئيس الوزراء فيكتور وهربان وحزبه السياسي بنظرية المؤامرة ويعتبر فيكتور ان الهوية المسيحية لأوروبا بحاجة إلى الإنقاذ ووصف اللاجئين المسافرين الى أوروبا بأنهم غزاة مسلمون ,كذلك تنتشر النظرية بقوة في كل من إيطاليا وإسبانيا وكندا وبريطانيا والولايات المتحدة وأدى شيوع هذه النظرية وتبنيها من قبل الأحزاب السياسية ورؤساء الدول إلى اعتمادها كمبرر لارتكاب المجازر ضد المهاجرين ولأجل ذلك ارتكبت عشرات الأعمال التخريبية والتي أدت الى وفاة الآلاف.
اختفاء ملايين العمال: 
يشكل النقص الحالي في اليد العاملة أحد أكبر التحديات في التاريخ الحديث حيث يمكن ان يؤدي النقص المستمر في العمالة الى إعاقة قدرة  العالم على التعافي بالكامل وبالحديث عن أسباب هذه الازمة فإن الوباء الذي ضرب العالم كان له الأثر الأكبر والذي تسبب بوفاة ستة ملايين شخص بينما يعاني الملايين الآخرون من الآثار غير المباشرة كما تسبب الوباء بحدوث إضرابات كبيرة في أهم أماكن العمل ومن لم يفقد حياته فقد قدرته على العمل بعد تضرر صحته العقلية ففي بريطانيا ترك نحو 400 الف موظف عملهم بسبب مشكلات الصحة العقلية وفي الولايات المتحدة تشير الأرقام أن ثلثي جيل الألفية الذين استقالوا في عام 2021 يشيرون إلى الصحة العقلية باعتبارها السبب الرئيسي وتسبب الوباء أيضًا بحدوث إضطرابات في الهجرة حيث يشكل العمال المهاجرون 5‎%‎ من القوة العاملة العالمية لكن هؤلاء المهاجرون منعوا من السفر بعد الإجراءات الصارمة التي فرضت بين البلدان والتي قيدت حركة الناس والآن تسعى جميع الدول الاوروبية بمافيها ألمانيا وبريطانيا بالإضافة إلى استراليا وكندا إلى تخفيف الشروط عن العمالة الوافدة لاستقطاب أياد عاملة جديدة.
الشيخوخة والأجور المنخفضة: 
في الوقت الذي خسر فيه العالم جزءا كبيرا من اليد العاملة فإن الغالبية الأخرى بدؤوا بتغيير وظائفهم بحثًا عن فرص أفضل ورواتب أعلى وذلك بسبب التضخم الحاصل وارتفاع الأسعار على الرغم من أن هناك نسبا عالية في الأجور إلا أن العاملين يطالبون بزيادات تتناسب مع تضخم الأسعار. 
عامل آخريؤثر على نقص العمالة اليوم هو شيخوخة السكان ففي الولايات المتحدة يصل عشرة آلاف شخص إلى عتبة التقاعد البالغة 65 عامًا ومن المتوقع ان يستمر هذا المعدل حتى عام 2029 على الأقل اذ تقدر الدراسات أنه بحلول 2030 سيكون واحد من كل ستة أشخاص في العالم يبلغ من العمر خمسة وستين عاما أو أكثر وتأتي أزمة الشيخوخة بالتزامن مع انخفاض معدلات المواليد في العديد من البلدان ومع اقتراب 2050 سينخفض عدد السكان العاملين في الصين بنسبة 20‎%‎ وفي اليابان من المتوقع ان ينخفض عدد السكان العاملين بنسبة 40‎%‎ كما يعاني سوق العمل من فجوة المهارات والتي يتوقع ان تتزايد في المستقبل والسبب الرئيسي لنقص المهارات هو دمج التكنولوجيا الحديثة المتقدمة والذكاء الاصطناعي والأدمتة في مكان العمل رغم أن هذه التكنولوجيا الناشئة تساعد بالتأكيد على تبسيط العمليات التجارية وتحسين الكفاءات في مجال العمل إلا أنها تتطلب أيضا عمالا يتمتعون بالمهارات اللازمة لتشغيلها .

 

الإضرابات العمالية: 
يهدد تصاعد الإضرابات  العمالية الصناعات في جميع أنحاء العالم وخاصة تلك التي تنطوي على نقل البضائع والأشخاص والطاقة بدءًا بعمال السكك الحديدية والموانئ في الولايات المتحدة إلى حقول الغاز الطبيعي في استراليا وسائقي الشاحنات في البيرو وعمال الطاقة في فرنسا وعمال المطارات في بريطانيا حيث يطالب الموظفون في كل تلك الدول برواتب أفضل بعد انخفاض قيمة رواتبهم بفعل التضخم 
ونبدأ مع الولايات المتحدة التي تراجعت فيها الحركة العمالية وشهدت إضرابات عمال السكك الحديدية ولحل الخلاف تدخل الرئيس الأميركي بايدن وذلك بالاتفاق مع 115 ألف عامل وأصحاب عملهم ومنذ عام 2021 شهدت الولايات المتحدة 260إضرابا وخمس عمليات إغلاق شملت حوالي 140 موظفًا أما المملكة المتحدة فقد كانت على موعد مع أكبر إضراب للسكك الحديدية منذ ثلاثة عقود كما شهدت كندا إضرابات على السكك الحديدية أيضا وهي جزء من أكبر موجة من الصراع العمالي في البلاد منذ عقود وتزامنت هذه الإضرابات مع توقف سائقي الشاحنات عن العمل الذين يحتجون على ارتفاع تكلفة الوقود في دول الأرجنتين والبيرو وبريطانيا وجنوب إفريقيا وانتقالا إلى النقل الجوي الذي شهد فوضى عارمة خلال الصيف في أوروبا حيث عانت شركات الطيران من نقص في الموظفين بعد أزمة كورونا وشهدت شركات الطيران تعطل جداولها فقد أجبر الإضراب في مطار شارل ديغول في باريس شركات طيران على إلغاء الرحلات الجوية كما شهدت بريطانيا مصيرا مماثلا أما في النرويج فقد عاشت البلاد إضرابات في قطاع النفط وتم حل الخلاف بتدخل من الحكومة وكان من الممكن ان يؤدي تصعيد اضافي للإضراب الى اغلاق أكثر من نصف صادرات الغاز النرويجي وتعصف بفرنسا في الوقت الحالي أزمة لم تشهد لها مثيلا وذلك بعد إضراب عمال أربعة مصاف لتكرير النفط مطالبين بتحسينات في الأجور بعد ارتفاع الأسعار وبسبب الإضراب توقف أكثر من 60‎%‎ من طاقة التكرير الفرنسية أي مايعادل 740 برميل يوميا وأصبح مشهد اصطفاف طوابير كبيرة أمام المحطات لتعبئة الوقود مشهدا معتادًا في باريس.
الماكينات الألمانية تصدأ: 
الماكينات التي لم توقفها ويلات الحرب العالمية ولا أعتى الأزمات المالية باتت اليوم على وشك ان تصدأ بعد حرب اندلعت لا ناقة لأرض الدوتش فيها ولاجمل  فأقوى اقتصاد في أوروبا يواجه شبح الركود ,
احتجاجات في الشوارع والمواطنون مطالبون باستخدام المنشفة المبللة بدلا من الاستحمام ومصانع في طريقها نحو الهروب الكبير والسيناريو الأسوء لم يأت بعد فبعد نفاذ احتياطات الدولة من الغاز بالكامل ستعاني المنازل والمدارس من التجمد فالصناعة في البلاد مهددة ومن ثم قد يكون الإفلاس مصير أقوى اقتصاد في أوروبا هذا هو السيناريو الذي قد بدأ فعلا قبل شهر سيبدأ بالتصاعد حتى الذروة ومن ثم الانفجار مع كل حبة مطر تحملها سحابة قررت أن تكون المانيا وجهتها. 
مصادر الطاقة الألمانية: حلت ألمانيا في المركز السادس كأكثر دول العالم استهلاكا للطاقة معتمدة بشكل كبير على الغاز الروسي حيث تحصل على أكثر من نصف الغاز الطبيعي وثلث زيت التدفئة ونصف إيراداتها من الفحم من روسيا كما تمتلك المانيا رواسب غنية بالفحم الذي كان على مدى عقود مصدر الطاقة الأول للبلاد ومازال الى اليوم ثاني أكبر مصدر للكهرباء في المانيا حيث يتم توريد اكثر من 24‎%‎ من الكهرباء منه لكن الدولة تحاول التخلص منه تدريجيا بسبب الانبعاثات الضارة إلى جانب ه أيضا اعتمدت ألمانيا على الطاقة النووية لكن بعد حادثة فوكوشيما النووية في اليابان قررت الحكومة التقلص منه تدريجيا من جميع المحطات النووية وقررت مباشرة إغلاق ثمانية من المفاعلات النووية من السبعة عشر العاملة في ألمانيا بشكل دائم وفي الوقت نفسه بدأت تنفيذ خطة تدريجية للتحول إلى الطاقة المتجددة المتمثلة في طاقة الرياح والشمس والهيدروجين وتتضمن الخطة الحصول على 80‎%‎ من الكهرباء بحلول العام 2030 من الطاقة النظيفة فبعد اندلاع الحرب الأوكرانية توقفت إمدادات الغاز الروسي وهو أهم مورد للطاقة في ألمانيا لكن هذا التوقف تسبب بالعديد من الأزمات وتعتبر الصناعة أكثر القطاعات تضررا.

تعتبر المانيا من عمالقة التصدير في العالم وفي الأشهر القليلة الماضية سجلت الصادرات الألمانية زيادة قياسية لكن التضخم وزيادة كبيرة في الأسعار كانا خلف هذا المستوى القياسي إلا أن الحقيقة  هي أن الاقتصاد الألماني يعاني فقد أدى التوتر المتزايد بين الغرب والصين والتغير المناخي ومؤخرا الحرب في أوكرانيا إلى قلب النظام الذي استند اليه الاقتصاد الألماني في ازدهاره حيث وضعت الحرب الاوكرانية حدا لنموذج الأعمال الاقتصادي الألماني الذي اعتمد بشكل أساسي على واردات الطاقة الرخيصة وكشفت البيانات أن البلاد تعاني من عجز تجاري للبلاد منذ أكثر من ثلاثين عاما مما يعني أن ألمانيا استوردت أكثر مما صدرت.
في بداية الأزمة حذرت باسيف BASF الألمانية أكبر مجموعة كيميائية في العالم من أنها ستضطر إلى وقف الإنتاج إذا انخفضت إمدادات الغاز الطبيعي إلى أكثر من 50‎%‎ من متطلباتها وأعلنت أنها ستخفض إنتاج الأمونيا بسبب ارتفاع تكاليف الطاقة وهو قرار قد يكون له تداعيات على القطاعات المعتمدة على الامونيا مثل إنتاج لبلاستيك وصناعة الأسمدة وصناعة المشروبات الغازية ووجدت دراسة استقصائية شملت 3500 شركة أن 16‎%‎ إما خفضوا الإنتاج أو توقفوا جزئيا عن العمليات التجارية بسبب ارتفاع أسعار الطاقة والتي تسببت في زيادة حالات إفلاس الشركات بنسبة 34‎%‎ في عام 2022 ويتوقع في عام 2023 ستتجه نحو 16100 شركة لإعلان إفلاسها .
أما بالنسبة لصناعة السيارات وهي الصناعة التي تشتهر بها ألمانيا فقد اتجه نحو 20‎%‎ من موردي قطاع السيارات للاستثمار في دول تكون فيها أسعار الطاقة رخيصة وهناك احتمال كبير بأن ألمانيا ستخسر ميزتها بفقدانها للصناعة ولن تكون دولة صناعية مستقبلا.
خطة طوارئ ألمانية: 
بعد انقطاع إمدادات الغاز الروسي وضعت جميع الدول الروسية خططا خاصةً بها من أجل مواجهة التحذيرات المحتملة للأزمة ووضعوا كذلك خططا جماعية ومن خطط ألمانيا مؤخرا توفير 200 مليار يورو من أجل حماية الشركات والأسر من ارتفاع الفواتير وتهدف هذه الأموال لخفض أسعار الغاز التي ارتفعت بشكل جنوني ومساعدة الشركات على الاستثمار في العمل فقد سعت الحكومة مؤخرا إلى تأميم شركة يونيبير وهي أكبر مشترٍ للغاز الروسي في المانيا.
ستستحوذ ألمانيا على نسبة %‎98 من الشركة، بتكلفة تصل إلى ثمانية ملايين وخمسمائة ألف يورو، وكادت الشركة أن تغلق أبوابها لولا تدخل الحكومة بعد خسارتها لثمانية ملايارات من اليورو، بعد توقف إمدادات الغاز الروسي حيث تعين عليها تأمين حاجياتها من الغاز من السوق المفتوحة ولتعويض هذا النقص الكبير ستتجه البلاد إلى استخدام محطات الطاقة العاملة على الفحم من أجل تخفيف استخدامات الطاقة في البلاد فقد اتخذت الحكومة مجموعة من التدابير منها التخفيف من إضاءة المعالم الأثرية وجميع مباني الدولة ,فقد سمح لها باستخدام الإضاءة مابين الرابعة مساء والعاشرة مساءً كل يوم وينطبق هذا النظام على القطاع الخاص,  فقد أجبرت الشركات على ايقاف إضاءة اللوحات الإعلانية وسمح لها بالإضاءة في أوقات معينة ,كما دعت الحكومة الألمانية الاسر الى تحمل المسؤولية وخفض استهلاك الطاقة من خلال وضع أجهزة التدفئة على الدرجة 19مئوية كحد أقصى وتم فرض هذا القرار على الإدارات والمباني العامة ,كما ستتوقف أجهزة التدفئة في المناطق العامة ولن تكون هناك مياه ساخنة لغسل اليدين وخلقت هذه الازمة سوقا وهمية لبيع الحطب عبر الإنترنت فقد تعرض عدد كبير من الألمان للاحتيال والنصب من متاجر مزيفة لبيع الحطب عبر الإنترنت كما اتجه البعض نحو الغابات بهدف سرقة الأخشاب التي بدأت أسعارها بالارتفاع مؤخرا.
إيطاليا خطر أوروبا القادم: 
مدينة التلال السبعة وعاصمة العالم حتى اللحظة تغرق بالنفايات وقريبا قد تغرق في العتمة وقد تسحب معها آلاف المحال التجارية والمصانع الى أسفل القاع تاركة نحو 400 ألف ايطالي بدون عمل ,كل الطرق تؤدي الى روما لكن لاحرج أن تتيه في الطريق بسبب العتمة ولاحرج أيضا ان صادفت في طريقك كثيرا من النفايات وجرذانا ترافقك في الشارع أينما ذهبت وتجلس بجانبك أينما حلتت وتفرش قربك أينما فرشت. أوروبا في خطر… كلمات تتصدر عناوين الصحف الغربية أهمها واشنطن بوست الاميريكية والغارديان البريطانية ,
فبعد الفوز التاريخي لليمين المتطرف في إيطاليا وإعلان جورجيا ميلوني رئيسة للحكومة القادمة وهي أول امرأة تتقلد هذا المنصب في إيطاليا وقلق أوروبي كبير من سياسية متطرفة قد تقلب الموازين وتكون عاملًا مساهمًا في إضعاف أوروبا ,أما ماروسيا وعلى رأي المثل " قال شو الل جابرك عالمر إلا الأمر منو " فالمر أن تستورد إيطاليا الغاز الروسي مجددا والأمَرُّ منه أن تغرق في العتمة وتعاني في الشتاء فحال ايطاليا من حال أوروبا التي تعد الساعات والدقائق قبل قدوم الشتاء الكبير.
مصادر الطاقة الايطالية… المشاكل والحلول وإجراءات الطوارئ.
مستودعات تغص بالقمامة ورائحة كريهة تنبعث منها اصبحت موطنا للفئران والخنازير البرية، كل ذلك بات مشهدا اعتياديًا عند السكان والسياح في روما التي خسرت لقبها كأشهر المدن السياحية حيث يزورها سنويا عشرة ملايين سائح والآن تتصدر مدن العالم كأقذر مدينة على وجه الأرض ولتعرف مدى حجم الكارثة ماعليك الا ان تتمعن بمطالب السياسيين الذين طالبوا الجيش بالتدخل للمساعدة في حل الأزمة وذلك بعد نفاذ جميع الحلول 
النفايات قد تكون أزمة ثانوية فهي على الأقل لن تجعل مواطنا يموت بردا كما هو متوقع ان يحدث في الشتاء القادم فمن بين معظم الأزمات السياسية والاقتصادية التي تعصف بايطاليا تأتي الطاقة وما يرافقها من عقبات في فصل الشتاء في مقدمة تلك المصائب. 
مصادر الطاقة الايطالية: 
بعد المانيا وفرنسا والمملكة المتحدة تأتي ايطاليا كرابع اكبر مستهلك للطاقة في اوروبا،  إذ تعتمد في استهلاكها على البترول والغاز الطبيعي واللذان يمثلان اكثر من 75% من  إجمالي الاستهلاك،  اما ماتبقى فيأتي من الفحم والطاقة الكهربائية ومصادر الطاقة المتجددة.

ولتلبية الاستهلاك تستورد البلاد حوالي 93‎%‎ من احتياجاتها من النفط والغاز الطبيعي بالتزامن مع محافظتها على صادراتها من المنتجات النفطية المكررة لأن ايطاليا تعد مركزا رئيسيًا لتكرير النفط في اوروبا وتمتلك اكبر قدرة تكرير للنفط الخام في اوروبا وتاتي ثانيا بعد المانيا،  كما تعد ايطاليا ثاني اكبر مستورد للغاز الطبيعي في اوروبا بعد المانيا حيث تستورد حوالي 40‎%‎ من روسيا من اجمالي الواردات من كما تمتلك ايطاليا خطوط انابيب للغاز مع الجزائر وليبيا عبر البحر الابيض المتوسط حيث بلغت الواردات من ليبيا والجزائر في 2016 نحو 37‎%‎ اما بالنسبة للكهرباء فتستود ايطالياحوالي 16‎%‎ من امدادات الطاقة الكهربائية ويأتي نصف هذه الواردات من الكهرباء من فرنسا التي تعتزم ايقاف تصدير الكهرباء وذلك بعد توقف معظم مفاعلتها النووية للصيانة بعد ان أصبحت متهالكة الأمر الذي زاد من حدة الموقف وجعل الاسعار تتزايد حيث ارتفعت اسعار الكهرباء الايطالية الى مستوى قياسي بلغ 720 يورو في نهاية اغسطس فكيف ستواجه ايطاليا أزمتها؟.
خطة طوارىء ايطاليا:

في الأسابيع التي اعقبت الغزو الروسي لأوكرانيا بدأ كلاوديو ديسكانزي الرئيس التنفيذي لشركة الطاقة العملاقة مجموعة زيارات عالمية تضمنت اجتماعات مع مسؤولين في الجزائر وانغولاومصر وجمهورية الكونغو من اجل تأمين الغاز واستبداله بالغازالروسي وهو تحول ذكي وسريع عجزت العديد من دول اوروبا عن ادائه. ,
علاقة إيطاليا مع افريقيا وضعها في تحول افضل لتحمل اعباء توقف الغاز الروسي فذلك أن ايطاليا لن تواجه أزمة كبيرة.
نبدأ مع اصحاب الحانات والمطاعم الذين قرروا مشاركة آلامهم مع عملائهم من خلال عرض فواتير الكهرباء والغاز التي تضاعفت اكثر من ثلاث مرات على الشاشات ليشاهدها زبناؤهم، فقد اجبرت الازمة تجار التجزئة ومتوسطي الحجم على الاختيار بين فرص زيادة في الأسعار على عملائهم او الاغلاق.

 ولأجل مواجهة النقص الحاد في الطاقة اتخذت الحكومة الايطالية مجموعة من التدابير وذلك بعد ان تطوع الاتحاد الاوروبي بتوفير 15‎%‎ من الغاز من خلال تقليل استغلال الكهرباء بمعدل 10‎%‎ في جميع انحاء أوروبا ولأجل ذلك نصحت السلطات الايطالية المواطينن بتقليل درجة حرارة التدفئة وتقليل مدة الاستحمام والحد من استخدام الآلات التي تستهدف الكهرباء مثل الأفران وغسالات الصحون والملابس والهدف خفض الاستهلاك بواقع 8 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي وقبل أسابيع عزمت حكومة رئيس الوزراء الايطالي السابق ماريو دراغو على إنفاق اكثر من ست مليارت دولار وذلك لمساعدة الأسر والشركات الايطالية المتضررة فمنذ بداية الأزمة انفقت الحكومة الايطالية نحو 52 مليار يورو لتخفيف تداعيات ارتفاع الاسعار وتشمل خطط ايطاليا القادمة زيادة استخدام الفحم بالاضافة الى تغيير عادات المواطنين من خلال تغيير أنماط استهلاكهم للطاقة وشملت اجراءات الطوارئ كل نواحي الحياة في ايطاليا حتى كرة القدم فقد اعلن الاتحاد الايطالي تقليل مدة استخدام الاضواء في أيام المباريات إلى أربع ساعات فقط. 
والآن جميع العيون مصوبة نحو رئيسة الوزراء الجديدة.

جلست على الكرسي ووضعت 100 مليار دولار على الطاولة وقالت بهذه الاموال سأنقذ شعبي من خطر الشتاء، وعد قطعته على نفسها لم يستمر سوى 45 يومًا قبل ان تعلن اعتزالها 
خبر جاء تزامنا مع اجتماع قادة الاتحاد الاوروبي في بروكسل لاجراء خطة لمواجهة ارتفاع اسعار الطاقة 
لكنهم لم ينجحوا وعلى مايبدو فإن كل دولة ستواجه الأزمة منفردة 
أزمة ستولد ضغطًا كبيرا على جميع القطاعات لذا على من يريد الأزمة ان يواجه الجحيم… 
هذا ماحدث مع رئيسة الوزراء البيريطانية ليزا تراس التي قالت إن الأزمة ستستمر لسنوات لكنها لم تتمكن من تحمل الضغط الهائل المترافق مع الأزمات التي تضرب المملكة المتحدة 60%،  من الشركات الحالية يتوقع ان تغلق في الأيام المقبلة والشعب سيكون على استعداد لمواجهة ثلاث ساعات من انقطاع الكهرباء هذا الشتاء ومنزل من أصل ثلاث منازل في بريطانيا سيعاني من فقر الوقود 
فماهي مصادر الطاقة البيريطانية ؟وكيف ستواجه البلاد فترة الشتاء ؟ 
مصادر الطاقة البريطانية: 
تسخدم المملكة المتجدة البيريطانية حاليًا طاقة أقل بكثير مما كانت تستخدمه في السابق حيث شهدت البلاد انخفاضا بنسبة 17‎%‎  من كمية الطاقة المستخدمة بين عامي 1998 و 2015 ويرجع ذلك جزئيًا الى حقيقة ان التكنولوجيا أتاحت استخدام ممارسات أكثر كفاءة من استخدام الطاقة بالإضافة إلى تراجع التصنيع في الدولة والى قدرات كفاءة الطاقة المدعومة من الحكومة 
يأتي 41‎%‎ من هذه الطاقة،  من الغازالطبيعي،  بالإضافة الى المصادر المتجددة مثل طاقة الرياح التي تنتج 30‎%‎،  بينما تبلغ نسبة مساهمة الفحم 13‎%‎،  وتساهم الطاقة النووية ب 11‎%‎،  فقد اعتاد البيريطانيون على الفحم كوسيلة رئيسية لإنتاج الطاقة وذلك لانخفاض أسعاره وتوفره، لكنه في ذات الوقت يسبب ضررا كبيرا للبيئة اما الطاقة النووية فلها تأثير ضئيل على البيئة ويعتبر اليورانيوم هو أكبر مصدر لهذه الطاقة. 
تأتي معظم واردات المملكة المتحدة من الغاز من النرويج وروسيا وتهدف الحكومة البريطانية للانتقال الى نظام كهربائي خال من الكربون بنسبة 100‎%‎ في عام 2035 وذلك من خلال الاعتمال على الطاقة المتجددة المتمثلة في الرياح والطاقة الشمسية والطاقة الكهرومائية والطاقة الحيوية. 
فقر الوقود: 
 مصطلح بات شائعًا في المملكة المتحدة اذ يطلق هذا المصطلح على العائلات غير القادرة على تحمل تكاليف تدفئة المنزل بمستوى آمن ومريح حيث تنفق العائلات البريطانية 10‎%‎،  من صافي الدخل على الوقود ففي اكتوبر 2021 كان هناك مايقارب اربعة ملايين أسرة في المملكة المتحدة تعاني من فقر الوقود لكن الزيادة في أسعار المحروقات دفعت 2.700.000 أسرة، بريطانية أخرى إلى مستوى الفقر ليصل العدد الاجمالي الى 6.700.000 أسرة،  ويتوقع ان يزيد العدد في الأشهر القادمة ليصل إلى 8.200.000 أسرة، اي إنّ واحدا من كل ثلاثة منازل في بريطانيا سيعاني في الشتاء القادم،  ويتوقع ان تصل فواتير الطاقة الى قرابة 3.549 جنيهًا استرلينيا،  وللحد من هذه الأزمة اطلقت الحكومة خطة تقضي بتخفيض الفواتير الى حد 2500 جنيه سنويًا، ومن المتوقع ان تفقد الأسرة البريطانية المتوسطة 8.3‎%‎ من اجمالي قدرتها الشرائية،  في عام 2022 وذلك نتيجة اضطرارها لدفع فواتير أعلى، لأن الغالبية العظمى من المنازل في المملكة المتحدة وبنسبة 85‎%‎ تستخدم الغاز لتوفير الحرارة كما اعتمدت المملكة المتحدة أيضًا على الغاز لإنتاج المزيد من الكهرباء خلال السنوات القادمة واجبرت هذه الحكومة على العودة الى بحر الشمال بعد ان توقفت عمليات التنقيب هناك لفترة طويلة من أجل حماية البيئة ,
خطوة لاقت الكثير من الانتقاد من حماة البيئة والعلماء بسبب تراجع بريطانيا عن التزامها في مايتعلق بمكافحة التغير المناخي ومن المتوقع ان تصدر الحكومة ما يناهز 100 ترخيص وستكون الأولوية لأربع مناطق قبالة الساحل الشرقي لبريطانيا كما تسعى بريطانيا الى تنويع شراكاتها مع دول العالم لتأمين مستلزماتها من الطاقة فقد لجأت مؤخرا الى المغرب وتنوي إقامة واحد من المشاريع العملاقة معه من خلال تصدير الطاقة من المغرب الى المملكة المتحدة بطاقة نظيفة عبر كابلات بحرية هي الاطول في العالم

الحطب كنز اوروبا الجديد:
تتحضر القارة العجوز لانقطاع في امدادات الطاقة بعد تدهور الاوضاع بسبب الحرب الروسية الاوكرانية وأزمة الطاقة باتت معروفة وعمت القارة بأكملها تقريبًا حيث يتوقع الأوروبيون شتاء قارسًا وعتمة مخيفة لم يألفوها من قبل،  وزاد الطين بلة الضرر الذي أصاب خط أنابيب نوردشريم شريان الغاز في اوروبا وأيضًا تفجير القرم الذي زاد غضب الدب الروسي الذي يبدو انه وضع نصب عينيه قطع الامدادات عن اوروبا كليا بسبب موقفها من الحرب في اوكرانيا ويبدو ان الاوروبيين استمعوا للاغنية الروسية التي اطلقتها شركة غازبروم GAZPROM الروسية التي تستهزئ بكلماتها من العقوبات الأوروبية على روسيا نتيجة قطع الغاز الروسي وتدعو الاوروبيين الى جمع الحطب والفحم في الشتاء لأنهم سيكونون بدون امدادات الطاقة الروسية ولأن الاوروبيين يعتمدون بنسبة 70‎%‎ على الغاز الطبيعي والكهرباء لم يكن أمام من حل سوى الذي طرحته  عليهم الاغنية! 
الحطب ثروة جديدة، فعلًا بدأت اسعار الحطب في أوروبا بالارتفاع لتسجل سعر الطن في فرنسا ب 600 يورو وذهبت هنغاريا الى أبعد من ذلك حيث منعت تصدير قطع الحطب بينما اطلقت وزارة البيئة في مولدوفا منصة الكترونية للبحث عن الحطب وبيعه للسكان استعدادا لشتاء 2023 في ظل أزمة الطاقة المتجددة التي تمر بها القارة العجوز.
ظاهرة الحطب الأوروبي المسروق: فجأة بات الحطب كنزا أوروبيا مهمًا لتنتشر سرقة الحطب في البلدان الاوروبية بعد ان لوحظ ارتفاع كبير في أسعارها حيث تسرق جذور الأشجار المعدة للبيع كما تنتشر ظاهرة اجتياح المناطق الزراعية لقطع الأشجار ماجعل اجهزة ألأمن الاوروبية تدق ناقوس الخطر.

الموت جوعا أو الموت بردًا.
ليس ببعيد عن هاجس التدفئة يقف المزارعون خائفون على محاصيلهم فلايستطيع هولاء تحمل تكاليف الغلاء وهناك محاصيل بحاجة الى تكاليف مضاعفة بسبب اضطرارهم للعزل في ظل البرد القارس الذي يطرق الابواب.
الاوروبيون يعودون للقرون الوسطى: 
ربما لم تنته المخاطر والمخاوف من هذه الازمة فالحكومات مذعورة من أمرها اذ يبرز قلق الحكومة السويدية من إقدام الناس على حرق كل ما تطاله أيديهم محذرة من مخاطر سوء التهوية وايضا المخاطر الناجمة عن حرق الحطب او حتى حرق الاخشاب بطريقة غير صحيحة مايهدد بارتفاع مستوى التلوث البيئي.

 خطر نفاد الأسمدة: 
يهدد خطر نفاد الأسمدة وبالتالي ترتفع أسعار ها، وعندما ترتفع اسعار الأسمدة فإن النظام الغذائي يتأثر في مجمله وهذا مانراه اليوم بسبب الحرب الاوكرانية وما يرافقه من ارتفاع الاسعار فقد ادى انخفاض المعروض من الأسمدة الى ارتفاع الاسعار وستظهر آثار هذا النقص في جميع انحاء العالم وستكون البلدان النامية من بين الاكثر تضررا من هذه الأزمة،  فاكثر ماناكله اليوم نتناوله بفضل الأسمدة المعدنية.
العام الاسوء في تاريخ البشرية:

يعاني العالم اليوم مشاكل منها ان ان العالم لايستورد الحبوب من روسيا واوكرانيا والأزمة الثانية هي التي ستظهر في عام 2023 وهي أزمة الأسمدة اللازمة لتخصيب الأراضي الزراعية وذلك لان روسيا وبلا روسيا تنتجان كميات كبيرة من الاسمدة العالمية ويخضع البلدان الآن لعقوبات دولية.

ملاحظة: أصل هذه المادة فيديو  من منصة" ستيب فيديو غراف" حولناه لمادة مكتوبة، فلزم التنبيه.