الطاهر ولد اعلي محمود لموقع الفكر:  مشكلة التعليم الأولى في موريتانيا، نقص في الكادر البشري والطاقم التدريسي

في إطار مواكبة موقع الفكر لمجريات الساحة الوطنية، وسعيا منه إلى إطلاع المتابعين الكرام على تفاصيل الأحداث، بتحليل متوازن، ونقاش متبصر، نلتقي مع االنائب الطاهر اعل محمود، لنستجلي من خلاله ما وراء الخبر.. في لقاء شامل، عن أهم المشاكل التي تعاني منها ولاية لبراكنة، فأهلا وسهلا بضيفنا الكريم. 
موقع الفكر: ما أهم المشاكل المطروحة لولاية لبراكنة؟          
 الطاهر ولد اعلي محمود: بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على نبيه الكريم، أشكر موقع الفكر على الاستضافة، اما فيما يتعلق بولاية لبراكنه فما هي إلا نموذج على باقي نظيراتها من ولايات الداخل الموريتاني وهنا سأسلط الضوء على ثلاث مقاطعات منها هي مقاطعة الاك ومقاطعة مال ومقاطعة مگطع لحجار .

فالجانب التعليمي للولاية فالتعليم في الولاية يعاني عدة مشاكل على مختلف المستويات مثل الكادر البشري ونقص الطاقم التدريسي من معلمين وأساتذة وهذه مشكلة وأعتقد انها هي مشكل التعليم الأولى في موريتانيا، ونقص الحجرات والمعدات والبنية التحتية وأذكر مثلا انني في العام 2013 زرت مقاطعة مال في جولة استطلاعية،  فوجدت بعض المدارس بها حوالي 300 تلميذ مقابل مدرس واحد عقدوي! ونفس الشيء لاحظته في مدرسة صدات التي يدرس بها تلاميذة  نت عدة قرى وبها معلم واحد عقدوي، وكذلك بعض المدارس الاخرى بها حولي 400 تلميذ تقريبا،  مقابل معلم او معلمين، فبالنسبة لي من عام 2018 الى الآن ومأمورية النواب توشك على النهاية لم ألاحظ ايّ تقدم في تقدم التعليم في ولاية لبراكنه، وسأعطي عدة أمثلة، فعلى مستوى مقاطعةألاك كانت هناك عدة مدارس متهالكة البناء وبها نقص حاد في البنية التحتية وسبق وان طالبنا عدة مرات في الجمعية الوطنية وحتى في اللقاءات التي جمعتنا مع الوزراء بإنشاء ثانوية فيها ولحد الآن لم يتم ذلك ونفس الشيء بالنسبة لترميم اعداديتها بل وبناؤها من جديد،  لأن الثانوية تستخدم الآن كإعدادية وتشهد اكتظاظا كبيرا من الطلبة نظرا لأن الإعدادية يستخدم بعضها للابتدائية بسبب الاكتظاظ كما ذكرنا آنفا ، اذا، فالبنية التحتية لهذه المؤسسات بعضها جد متهالك والبعض الآخر غير موجود.
وسأعطيك مثالا على مدرسة المبروك، فقد زرتها سابقا  فوجدنت الأهالي هناك يرممونها وهذا في الحقيقة اشكال كبير وطرحناه في قبة البرلمان وعلى الوزارة المعنية ولما يجد جديد في الموضوع. 
أذكر أن وزيرة التهذيب الوطني السابقة الناها منت مكناس أرسلت تعميمًا إلى الولاة بمراسلتها بمشاكل الولايات المطروحة والمتعلقة بمجال التعليم واجرى الوالي ملتقى دعا له المنتخبين والأطر في الولاية، وحين جئنا فإذا بالخارطة تكشف عن خلل كبير ، من ذلك ان من الاقتراحات الواردة من طرف الإدارة الجهوية ان ايّ قرية يقل تعداد سكانها عن تسعين شخصا لاتفتح بها مدرسة،  وهذا إشكال كبير بحد ذاته لأنه يسبب أن تعيش اجيال كثيرة في الجهل والأمية لاتكتب ولا تقرأ وهنا المسؤولية تقع على عاتق الدولة وعليها ان تأخذ الأمر بكامل الجدية والمسؤولية خشية ان يتسرب جميع هؤلاء التلاميذ او جلهم إذا لم تتخذ خطة اصلاح عاجلة منها زيادة أعداد المدرسين والحجرات الدراسية. 
ومن الإشكالات التي اعترضتنا في المذكرة الموجهة من الوالي إلى الوزيرة انه في بعض الأحيان تكون مدرسة على الورق عكس الواقع، فهي غير موجودة اصلا والأمر متكرر مرات عديدة والعديد من المدارس لايوجد لها أي طاقم تدريسي مثل مدرسة بنار بالحي الغربي كانت عبارة عن بيت وحيد لايوجد به مدرس لعدة سنوات، وغيرها من المدارس كثير، زد على ذلك مشكلة إعدادية بوحديدة فقد طالبنا بتوفير مقاعد دراسية للتلاميذ وان يتم تبليطها، أضف إليها مدرسة الزغلان فقد طالبنا بترميمها وبنائها من جديد،  فقد كانت متهالكة وكان التلاميذ يدرسون في أكواخ غير ملائمة للدراسة، وسبب مطالبتنا ببناء إعدادية في الزغلان أنها تحاذي تاعديد من القرى المجاورة،  وليس ثمة غير مدرسة الزغلان وممايعانيه التعليم في الولاية ايضا وخاصة في ثانوية اغشورگيت نقص الكادر التدريسي للمواد العلمية وهذا ماتسبب في نزوح عديد الأسر بأبنائهم إلى نواكشوط أو منطقة اخرى وهذه النواقص التي ذكرت لكم في هذه القرى هي الغالبة دائما فقد تكون مرة تم علاجها ولم يستمر وقد لايكون خاصة المدارس التي تبعد عن الطريق المعبد، رغم ان مخرجات ملتقى الوالي لما تعالج إشكالاتها ومازالت تراوح مكانها الى الآن. 
موقع الفكر: ماذا عن مشكل المياه ؟

 الطاهر ولد اعلي محمود: بالنسبة لمقاطعة مال فمعاناة أهلها في سبيل الحصول على المياه شديدة، والإشكال الاكبر هناك هو عطب جهاز تصفية الماء وتوفيرخزان، اذ يعاني غالبا من مشاكل واعطال فنية والمنطقة تعاني غالبا من العطش، ولتفادي ازمة العطش كان على الدولة بناء العديد من السدود من اجل توفير أكثر كمية ممكتة من المياه  وتسهيل حفر الآبار.

ولهذا الغرض سبق وأن أجرينا لقاء مع الوزارة المعنية من اجل بناء السدود في مقاطعة مال وتجاوب معنا في الموضوع قائلا إنه من المحتمل بناء بعض السدود هذا العام.

في الماضي شيد سدان في منطقة مال احدهما في منطقة "ارگوگه" والآخر في مكان ثان، ولكن أغلب سكان المنطقة  يعاني العطش،  فأحياء الواد الابيظ والبطحاء وبطحة اتمدك،  وغيرهم من المناطق تعاني من العطش ولاتعتمد في شرابها الا على الآبار السطحية.
وسبق وان طالبت عدة مرات في قاعة البرلمان من الحكومة أن تسد حاجة السكان من بحيرة آفطوط الشرقي. 
موقع الفكر: ماذا عن فك العزلة؟                     ؟ 
 الطاهر ولد اعلي محمود: فيما يتعلق بفك العزلة، فاالطريق الذي وصل مقاطعة مال كان انجازا مهما،  لأنه ساعد في فك العزلة عن مال والمناطق المجاورة لها، لكن مازالت منطقة الواد لبيظ والمناطق المجاورة لها وبقية المناطقة الشرقية من مقاطعة مال بحاجة الى طريق معبد يأتي من مگطع احجار، فيحل مشكل عزلة الساكنة هناك، ويمكن ايضا ان يصل بعض المناطق النائية المعزولة والتي كثيرا ما يلجأ إليها السكان في فترة الخريف وكذلك، لأن مشكل عدم فك العزلة يترتب عليه عديد المخاطر مثل انك قد ترى سيدة حاملا أو مريضة او شخصا يحتاج اسعافا اوليا قبل الوصول للحالات المستعجلة ولاتجد طريقًا سالكة لنقله وقس على ذلك والمشكلة الاخرى ان النقاط الصحية لاتفي بالمطلوب ولايمكنهما معالجة المرضى القادمين اليها وهذا ليس بمقاطعة مال وحدها، مگطع لحجار نفس الشيء وغيرها من البلديات كذلك وفك العزلة عن المشروع وبعض المناطق التي تبعد 25كلم من الطريق المعبد،  وبعض المناطق التي تبعد من مال نحوث30 كلم،  فإذا لم تحل مشكلة العزلة سيبقى عرضة للمخاطر سواء تعلق الامر بالنساء الحوامل او الاطفال او غيرهم من الحالات الطارئة التي تحتاج للمستشفى. 
واعتقد أن مقاطعة مال قد تكون حصلت مؤخرا على سيارة اسعاف ولست متأكدا من ذلك،  إلا أن المناطق الداخلية التابعة لها لاتتوفر على سيارة إسعاف، وقبل فترة اخبرنا بعض الساكنة ان نقطة البطحة الصحية متهالكة واذا لم ترمم وتنتشل ستسقط وتنهدم. 
والمشكلة أن سيارة الاسعاف في مال ليس بمقدورها نقل المرضى القاطنين في المناطق النائية، وبالتالي فإنه من الضروري ان تتوفر كل نقطة صحية تتوفر على سيارة إسعاف من اجل ان تضمن إيصال المريض للمستشفى في وقت نعين لتدارك العلاج، وبالمناسبة فقد سبق وأن طرحت طلبا للحصول على سيارة إسعاف لمدينة أغشوركيت، وأضيف بعد ذلك ان هذه النقاط الصحية تعاني نقصا حادا في الكادر البشري والمعدات، فغالبا لاتتوفر إلا على قابلة واحدة او ممرض واحد، هذا في احسن الاحوال تقريبا !
والإشكال الأكبريأتي من عدم توفر الادوية فيها، هذه المشكلة الكبيرة موجودة للأسف في هذه المقاطعات وللأسف، المسؤولية تقع على عاتق الدولة ومن المستغرب أنها لايتغير،والأغرب  انها تحدث في القرن الواحد والعشرين وفي دولة لها ثروات ومقدرات كبيرة. 
 وحسب علمي فان منطقة بورات سبق أن اشيدت فيها منشئات كبيرة وقد حاصرتها الرمال ولم تعرف طريقها  للاستخدام بل اغلقت ولم ينتفع بها من بعد. 
هل صحيح ان بحيرة ألاك تشهد زيادة في نسبة النيترات؟ 
 الطاهر ولد اعلي محمود: لااعرف بالضبط، إلا انني اعرف انها بحيرة ذات مردودية كبيرة من الناحية الرعوية وكثيرا ماتصلح  فيها الزراعة  وتنضج الثمار، ويجب على الدولة  استصلاحها من اجل زيادة جودتها ورفع مردوديتها.
إذ تزرع فيها انواع الثمار من خضروات وفواكه وحبوب وغيرها من المتوجات الزراعية ، خاصةالفترة الممتدة قبل بداية الصيف لكن الناس للأسف لم تعد تهتم بالزراعة، فالمقاطعة مقاطعة زراعية ورعوية بامتياز، ولو ان الدولة سيجتها واستصلحتها لكان ذلك احسن . خاصة أن منطقة الاك والمناطق المحاذية لها تعرف تساقطها مطرية معتبرة سنويا يمكن من خلالها ان يستفيد المزارعون بنسبة اكبر، ولكن كما ذكرت لك فان المواطنين لم يعودو يهتمون بالزراعة للأسف. 
موقع الفكر: هناك أيضا أزمة الطريق التي استمرت طويلا؟ 
 الطاهر ولد اعلي محمود: بخصوص ازمة الطريق، وسبق ان زارنا الوزير الأول السابق اسماعيل ولد الشيخ سيديا سنة 2019 وقام بتدشينها وقال إنها ستنتهي في اقرب الآجال ولما تنتهي بعد حتى هذه اللحظة كما هوالحال بالنسبة للطريق الرابط بين بتلميت والاك وخاصة بين اغشوركت وألاك فليس باستطاعة اي سيارة ان تسير فيه إلا وتعطلت  ضف الى ذلك ماتسببه هذه الطريق المتهالكة غير المعبدة من مشاكل صحية على الجهاز التنفسي وغيره من بدن الانسان. 

قضينا سنوات بذلك الحال، وهاهي تشرف على نهايتها.
موقع : الفكر       ؟ 
 الطاهر ولد اعلي محمود: فيما يتعلق بشرق ولاية لبراكنه يوجد فيه فيه فقر مدقع وتردي في مختلف وسائل العيش والحياة الكريمة وخدمات مثل الصحة والمياه والكهرباء والعزلة بحيث انه في بعض المناطق في فترة تغلق الطرق فيسبب ذلك مشاكل للسكان وخاصة الحوامل والمرضى في الوقت الذي يمكن ان تبني الدوله هناك جسراللعبور- تحاشيا لمخلفات الامطار وتجمع مياه الامطار يكون- طوله ثلاثون مترا فقط يفي بالغرض. 
 طرحنا هذا الموضوع في البرلمان ولقيت مدير تآزر السابق وطرحته عليه ووعد خيرا ووعد بحفر الآبار ولم يحصل شيء من تلك الوعود حتى اقيل من منصبه.
موقع الفكر: هل من كلمة اخيرة؟ 
 الطاهر ولد اعلي محمود: اشكر مجددا موقع الفكر على هذه السانحة واشكر له الاهتمام بمشاكل المجتمع لأنه يبين للناس أن لهم حقوقا يجب أن تصان، وان يدافعو عنها، لأنها مكفولة لهم بصيحيح القانون، بالنسبة لمشاكل الاوراق المدنية فهي جزء من المشاكل التي ذكرت لكم لأن الغالبية فقراء وتكون الأسرة عندها عشرة ابناء ويكون والدالاسرة عاجزا عن نقلهم للحالة المدنية ودفع المال عنهم مقابل استخراج اوراقهم الثبوتية، هذا هو الذي كان سائدا حتى وقت قريب وتتحمل الدولة جزءا كبيرا من مسوولية هذا الإشكال.

خذ مثلا مقاطعة مال هذه لاتتوفر على حالة مدنية ، ويمكن للمواطنين الذين يسكنون بالقرب منها المجيء اليها واستخراج اوراقهم المدنية بكل سهولة لوكانت بها حالة مدنية.

 فينبغي على الدولة ان توفر وسائل نقل للسكان من اجل التمكن من استخراج اوراقهم المدنية بالقرب سكنهم في البلديات والمراكز الإدارية وبكل سهولة.

.